(قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (٥٥) قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (٥٦) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) (٦٠)
٥٥ ـ (قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِ) باليقين الذي لا لبس فيه (فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) من الآيسين من ذلك.
٥٦ ـ (قالَ) أي (١) إبراهيم (وَمَنْ يَقْنَطُ) وبكسر النون بصري وعليّ (مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) إلا المخطئون طريق الصواب ، أو إلا الكافرون كقوله : (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) (٢) أي لم أستنكر ذلك قنوطا من رحمته ولكن استبعادا له في العادة التي أجراها.
٥٧ ـ (قالَ فَما خَطْبُكُمْ) فما شأنكم (أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ).
٥٨ ـ (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) أي قوم لوط.
٥٩ ـ (إِلَّا آلَ لُوطٍ) يريد أهله المؤمنين ، والاستثناء منقطع لأنّ القوم موصوفون بالإجرام والمستثنى ليس كذلك ، أو متصل فيكون استثناء من الضمير في مجرمين ، كأنه قيل إلى قوم قد أجرموا كلّهم إلا آل لوط وحدهم ، والمعنى يختلف باختلاف الاستثناءين ، لأن آل لوط مخرجون في المنقطع من حكم الإرسال ، يعني أنهم أرسلوا إلى القوم المجرمين خاصة ولم يرسلوا إلى آل لوط أصلا ، ومعنى إرسالهم إلى القوم المجرمين كإرسال السهم إلى المرمى ، في أنه في معنى التعذيب والإهلاك ، كأنه قيل إنا أهلكنا قوما مجرمين ولكن آل لوط أنجيناهم ، وأما في المتصل فهم داخلون في حكم الإرسال ، يعني أنّ الملائكة أرسلوا إليهم جميعا ليهلكوا هؤلاء وينجوا هؤلاء ، وإذا انقطع الاستثناء جرى (إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) مجرى خبر لكنّ في الاتصال بآل لوط ، لأنّ المعنى لكنّ آل لوط منجون ، وإذا اتصل كان كلاما مستأنفا ، كأن إبراهيم عليهالسلام قال لهم : فما حال آل لوط؟ فقالوا : إنا لمنجّوهم.
٦٠ ـ (إِلَّا امْرَأَتَهُ) مستثنى من الضمير المجرور في لمنجّوهم وليس باستثناء من الاستثناء ، لأنّ الاستثناء من الاستثناء إنما يكون فيما اتحد الحكم فيه بأن يقول أهلكناهم إلا آل لوط إلا امرأته ، وهنا قد اختلف الحكمان ، لأن إلّا آل لوط متعلق
__________________
(١) ليست في (ظ) و (ز).
(٢) يوسف ، ١٢ / ٨٧.