(وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (٢٧) وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٨) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) (٢٩)
السماء وإنزاله منها ، وما أنتم عليه بقادرين دلالة عظيمة على قدرته وعجزهم.
٢٣ ـ (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) أي نحيي بالإيجاد ونميت بالإفناء ، أو نميت عند انقضاء الآجال ونحيي لجزاء الأعمال على التقديم والتأخير إذ الواو للجمع المطلق (وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) الباقون بعد هلاك الخلق كلّهم ، وقيل للباقي وارث استعارة من وارث الميت ، لأنه يبقى بعد فنائه.
٢٤ ـ (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) من تقدّم ولادة وموتا ، ومن تأخر ، أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم يخرج بعد ، أو من تقدّم في الإسلام ، أو في الطاعة ، أو في صفّ الجماعة ، أو في صفّ الحرب ومن تأخر.
٢٥ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ) أي هو وحده يقدر على حشرهم ويحيط بحصرهم (إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) باهر الحكمة واسع العلم.
٢٦ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) أي آدم (مِنْ صَلْصالٍ) طين يابس غير مطبوخ (مِنْ حَمَإٍ) صفة لصلصال ، أي خلقه من صلصال كائن من حمإ ، أي طين أسود متغير (مَسْنُونٍ) مصور وفي الأول كان ترابا فعجن بالماء فصار طينا ، فمكث فصار حمأ ، فخلص فصار سلالة ، فصوّر ويبس فصار صلصالا فلا تناقض.
٢٧ ـ (وَالْجَانَ) أبا الجنّ كآدم للناس ، أو هو إبليس وهو منصوب بفعل مضمر يفسره (خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ) من قبل آدم (مِنْ نارِ السَّمُومِ) من نار الحرّ الشديد النافذ في المسام ، قيل هذه السموم جزء من سبعين جزء من سموم النار التي خلق الله منها الجانّ.
٢٨ ـ (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ) واذكر وقت قوله (لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ).
٢٩ ـ (فَإِذا سَوَّيْتُهُ) أتممت خلقته وهيأتها لنفخ الروح فيها (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وجعلت فيه الروح وأحييته ، وليس ثمة نفخ وإنما هو تمثيل والإضافة للتخصيص (فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) هو أمر من وقع يقع ، أي اسقطوا على الأرض ، يعني