(لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٥١) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٥٢)
وعذابه ، من «قطر آن» زيد عن يعقوب نحاس مذاب بلغ حرّه إناه (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) تعلوها باشتعالها ، وخصّ الوجه لأنه أعزّ موضع في ظاهر البدن كالقلب في باطنه ولذا قال : (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (١).
٥١ ـ (لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ) أي يفعل بالمجرمين ما يفعل ليجزي كلّ نفس مجرمة ما كسبت ، أو كلّ نفس من مجرمة أو مطيعة ، لأنه إذا عاقب المجرمين لإجرامهم علم أنه يثيب المؤمنين بطاعتهم (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) يحاسب جميع العباد في أسرع من لمح البصر.
٥٢ ـ (هذا) أي ما وصفه في قوله (وَلا تَحْسَبَنَ) إلى قوله (سَرِيعُ الْحِسابِ بَلاغٌ لِلنَّاسِ) كفاية في التذكير والموعظة (وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) بهذا البلاغ ، وهو معطوف على محذوف أي لينصحوا ولينذروا (وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) لأنهم إذا خافوا ما أنذروا به دعتهم المخافة إلى النظر حتى يتوصلوا إلى التوحيد لأنّ الخشية أم الخير كلّه (وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) ذوو العقول.
__________________
(١) الهمزة : ١٠٤ / ٧.