(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ
لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ
إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (١٠) قالُوا يا أَبانا ما
لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (١١) أَرْسِلْهُ مَعَنا
غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)
(١٢)
وإخلائها عن الوصف
، ولهذا الإبهام نصبت نصب الظروف المبهمة (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ
أَبِيكُمْ) يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم ،
والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله
عليهم لأن الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل بوجهه ، وجاز أن يراد بالوجه الذات كما
قال (وَيَبْقى وَجْهُ
رَبِّكَ) (وَتَكُونُوا) مجزوم عطف على يخل لكم (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد يوسف ، أي من بعد كفايته بالقتل أو التغريب ، أو من
بعد قتله أو طرحه ، فيرجع الضمير إلى مصدر اقتلوا أو اطرحوا (قَوْماً صالِحِينَ) تائبين إلى الله مما جنيتم عليه ، أو يصلح حالكم عند أبيكم.
١٠ ـ (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) هو يهوذا وكان أحسنهم فيه رأيا (لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ) فإنّ القتل عظيم (وَأَلْقُوهُ فِي
غَيابَتِ الْجُبِ) في قعر البئر وما غاب منه عن عين الناظر. غيابات وكذا ما
بعده مدني (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ
السَّيَّارَةِ) بعض الأقوام الذين يسيرون في الطريق (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) به شيئا.
١١ ـ (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا
عَلى يُوسُفَ) بالإشفاق (وَإِنَّا لَهُ
لَناصِحُونَ) أي لم تخافنا عليه ونحن نريد له الخير ونشفق عليه ،
وأرادوا بذلك لما عزموا على كيد يوسف استنزاله عن رأيه وعادته في حفظه منهم ، وفيه
دليل على أنه أحسّ منهم بما أوجب أن لا يأمنهم عليه.
١٢ ـ (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ) نتسع في أكل الفواكه وغيرها ، والرتعة السّعة (وَيَلْعَبْ) نتفرج بما يباح كالصيد والرمي والركض. بالياء فيهما مدني
وكوفي ، وبالنون فيهما مكي وشامي وأبو عمرو ، وبكسر العين حجازي من ارتعى يرتعي
افتعال من الرّعي (وَإِنَّا لَهُ
لَحافِظُونَ) من أن يناله مكروه.
__________________