(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧) إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ) (٩)
بضوء الكواكب فلذا قال وعلى آل يعقوب (كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ) أراد الجدّ وأبا الجدّ (إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ) عطف بيان لأبويك (إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ) يعلم من يحقّ له الاجتباء (حَكِيمٌ) يضع الأشياء في مواضعها.
٧ ـ (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ) أي في قصتهم وحديثهم (آياتٌ) علامات ودلالات على قدرة الله وحكمته في كل شيء ، آية مكي (لِلسَّائِلِينَ) لمن سأل عن قصتهم وعرفها ، أو آيات على نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم للذين سألوه من اليهود عنها فأخبرهم من غير سماع من أحد ولا قراءة كتاب ، وأساميهم (١) : يهوذا وروبيل (٢) وشمعون ولاوى وريالون (٣) ويشجر وأمّهم ليّا (٤) ودان ويفتالى وجاد وآشر من سرّيتين زلفة وبلهة ، فلما توفيت ليّا تزوج أختها راحيل فولدت له بنيامين ويوسف.
٨ ـ (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا) اللام لام الابتداء وفيها تأكيد وتحقيق لمضمون الجملة ، أرادوا أن زيادة محبته لهما أمر ثابت لا شبهة فيه وإنما قالوا وأخوه وهم إخوته أيضا ، لأنّ أمهما كانت واحدة ، وإنما قيل أحبّ في الاثنين لأنّ أفعل من لا يفرق فيه بين الواحد وما فوقه ولا بين المذكر والمؤنث ، ولا بدّ من الفرق مع لام التعريف ، وإذا أضيف ساغ الأمران ، والواو في (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) للحال ، أي أنه يفضلهما في المحبة علينا ، وهما صغيران لا كفاية فيهما ونحن عشرة رجال كفاة نقوم بمرافقه ، فنحن أحقّ بزيادة المحبة منهما لفضلنا بالكثرة والمنفعة عليهما (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) غلط في تدبير أمر الدنيا ، ولو وصفوه بالضلالة في الدين لكفروا. والعصبة العشرة فصاعدا.
٩ ـ (اقْتُلُوا يُوسُفَ) من جملة ما حكي بعد قوله إذ قالوا كأنهم أطبقوا على ذلك إلّا من قال لا تقتلوا يوسف ، وقيل الآمر بالقتل شمعون والباقون كانوا راضين فجعلوا آمرين (أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً) منكورة مجهولة بعيدة عن العمران ، وهو معنى تنكيرها
__________________
(١) في (ز) واسماؤهم.
(٢) في (ز) روبين.
(٣) في (ز) وزبولون.
(٤) زاد في (ز) بنت ليان. تفسير النسفي ج ٢ / م ٢٠