(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (١١٥)
لا ، فقيل له يموت ، قال : دعه يموت (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) حال من قوله فتمسّكم النار ، أي فتمسكم النار وأنتم على هذه الحالة ، ومعناه وما لكم من دون الله من أولياء يقدرون على منعكم من عذابه ولا يقدر على منعكم منه غيره (ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) ثم لا ينصركم هو لأنه حكم بتعذيبكم ، ومعنى ثم الاستبعاد ، أي النّصرة من الله مستبعدة.
١١٤ ـ (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) غدوة وعشية (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) وساعات من الليل جمع زلفة وهي ساعاته القريبة من آخر النهار من أزلفه إذا قرّبه ، وصلاة الغدوة الفجر ، وصلاة العشيّة الظهر والعصر ، لأن ما بعد الزوال عشيّ ، وصلاة الزّلف المغرب والعشاء ، وانتصاب طرفي النهار على الظرف لأنهما مضافان إلى الوقت كقولك أقمت عنده جميع النهار وأتيته نصف النهار وأوله وآخره. تنصب هذا كلّه على إعطاء المضاف حكم المضاف إليه (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) إنّ الصلوات الخمس يذهبن الذنوب وفي الحديث : (إنّ الصلوات الخمس تكفّر ما بينها من الذنوب) (١) أو الطاعات. قال عليهالسلام : (أتبع السيئة الحسنة تمحها) (٢) أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر (ذلِكَ) إشارة إلى فاستقم فما بعده ، أو القرآن (ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) عظة للمتعظين ، نزلت في عمرو بن غزية الأنصاري بائع التمر قال لامرأة في البيت تمر أجود ، فدخلت ، فقبلها ، فندم ، فجاءه حاكيا باكيا ، فنزلت ، فقال عليهالسلام : (هل شهدت معنا العصر) قال : نعم. قال : (هي كفارة لك) فقيل : أله خاصة؟ قال : (بل للناس عامة) (٣).
١١٥ ـ (وَاصْبِرْ) على امتثال ما أمرت به والانتهاء عما نهيت عنه فلا يتم شيء منه إلّا به (فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) جاء بما هو مشتمل على جميع الأوامر والنواهي من قوله فاستقم إلى قوله واصبر وغير ذلك من الحسنات.
__________________
(١) الحاكم وأحمد من حديث أبي هريرة.
(٢) أحمد من حديث معاذ بن جبل.
(٣) قال ابن حجر : هو كعب بن عمرو أبو اليسر وليس عمرو بن غزية وفي كتب أسماء الصحابة كعب بن عمرو والحديث عند الترمذي والنسائي والبزار والطبراني والطبري واصل الحديث في الصحيحين.