(قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (٧٩) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) (٨٠)
زوّج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنتيه من عتبة بن أبي لهب (١) وأبي العاص (٢) وهما كافران ، وقيل كان لهم سيدان مطاعان فأراد لوط أن يزوجهما ابنتيه (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) أحلّ ، هؤلاء مبتدأ ، وبناتي عطف بيان ، وهنّ فصل ، وأطهر خبر المبتدأ ، أو بناتي خبر وهنّ أطهر مبتدأ وخبر (فَاتَّقُوا اللهَ) بإيثارهنّ عليهم (وَلا تَحْزَنْ) ولا تهينونني في ضيفي (٣) ولا تفضحوني من الخزي ، أو ولا تخجلوني من الخزاية وهي الحياء ، وبالياء أبو عمرو في الوصل (فِي ضَيْفِي) في حقّ ضيوفي فإنه إذا خزي ضيف الرجل أو جاره فقد خزي الرجل ، وذلك من عراقة الكرم وأصالة المروءة (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) أي رجل يهتدي إلى طريق الحقّ وفعل الجميل والكفّ عن السوء.
٧٩ ـ (قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ) حاجة ، لأنّ نكاح الإناث أمر خارج من مذهبنا ، فمذهبنا إتيان الذّكران (وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ) عنوا إتيان الذكور وما لهم فيه من الشهوة.
٨٠ ـ (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) جواب لو محذوف ، أي لفعلت بكم وصنعت (٤) ، والمعنى لو قويت عليكم بنفسي أو أويت إلى قوي أستند إليه وأمتنع به (٥) فيحميني منكم ، فشبّه القوي العزيز بالركن من الجبل في شدّته ومنعته. روي أنه أغلق بابه حين جاؤوا. وجعل ترادّهم كما حكى الله عنه وتجادلهم ، فتسوروا الجدار ، فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب.
__________________
(١) عتبة بن أبي لهب ، ابن عم رسول الله عليهالسلام تزوج في الجاهلية من رقية ولما ظهر الإسلام ونزلت آية : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) غضب أبو لهب فأمر ابنه بمفارقتها ، وتزوجها في الإسلام عثمان بن عفان رضي الله عنهما. (الأعلام ٣ / ٣١ ترجمة رقية).
(٢) أبو العاص : هو القاسم بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ، أبو العاص ، صحابي من أصهار النبي صلىاللهعليهوسلم وهو زوج زينب تزوجها في الجاهلية بمكة وتأخر إسلامه. فكانت عند أبيها بالمدينة ، وأسلم فأعيدت إليه توفي عام ١٢ ه (الأعلام ٥ / ١٧٦).
(٣) في (ظ) و (ز) ولا تهينوني ولا تفضحوني.
(٤) في (ظ) و (ز) لصنعت.
(٥) في (ظ) و (ز) أتمنع.