(فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (٦٦) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) (٦٨)
دار الدنيا (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) ثم تهلكون ، فهلكوا يوم السبت (ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) أي غير مكذوب فيه ، فاتّسع في الظرف بحذف الحرف وإجرائه مجرى المفعول به ، أو وعد غير كذب على أنّ المكذوب مصدر كالمعقول.
٦٦ ـ (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) بالعذاب ، أو عذابنا (نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) قال الشيخ (١) رحمهالله : هذا يدلّ على أنّ من نجى إنما نجى برحمة الله تعالى لا بعمله كما قال عليهالسلام : (لا يدخل أحد الجنة إلّا برحمة الله) (٢) (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) بإضافة الخزي إلى اليوم وانجرار اليوم بالإضافة. وبفتحها (٣) مدني وعليّ لأنه مضاف إلى إذ وهو مبني ، وظروف الزمان إذا أضيفت إلى الأسماء المبهمة والأفعال الماضية بنيت واكتسبت البناء من المضاف إليه كقوله : على حين عاتبت المشيب على الصّبا (٤). والواو للعطف وتقديره ونجيناهم من خزي يومئذ ، أي من ذلّه وفضيحته ولا خزي أعظم من خزي من كان هلاكه لغضب (٥) الله وانتقامه ، وجاز أن يريد بيومئذ يوم القيامة كما فسّر العذاب الغليظ بعذاب الآخرة (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُ) القادر على تنجية أوليائه (الْعَزِيزُ) الغالب بإهلاك أعدائه.
٦٧ ـ (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) أي صيحة جبريل عليهالسلام (فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ) منازلهم (جاثِمِينَ) ميتين.
٦٨ ـ (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها) لم يقيموا فيها (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) ثمود حمزة وحفص (أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) (٦) عليّ فالصرف للذهاب إلى الحي أو الأب الأكبر ، ومنعه للتعريف والتأنيث بمعنى القبيلة.
__________________
(١) في (ظ) الشيخ أبو منصور.
(٢) رواه أحمد من حديث أبي هريرة ، كنز العمال ٤ / ١٠٣٨٤.
(٣) وبفتح الميم في يومئذ.
(٤) هو صدر بيت عجزه : فقلت ألما أصح والشيب وازع.
(٥) في (ظ) و (ز) بغضب.
(٦) في مصحف النسفي لثمود بكسر الدال مع التنوين وهي قراءة الكسائي ، وثمود بغير تنوين قراءة حفص وحمزة ويعقوب.