(قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (٦٣) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (٦٤) فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (٦٥)
إليه : أنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي (فَاسْتَغْفِرُوهُ) فاسألوا (١) مغفرته بالإيمان (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ) داني الرحمة (مُجِيبٌ) لمن دعاه.
٦٢ ـ (قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا) فيما بيننا (مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا) للسيادة والمشاورة في الأمور ، أو كنا نرجو أن تدخل فى ديننا وتوافقنا على ما نحن عليه (أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) حكاية حال ماضية (وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ) من التوحيد (مُرِيبٍ) موقع في الريبة من أرابه إذا أوقعه في الرّيبة وهي قلق النفس وانتفاء الطمأنينة.
٦٣ ـ (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً) نبوة ، أتى بحرف الشك مع أنه على يقين أنّه على بينة لأنّ خطابه للجاحدين ، فكأنه قال قدّروا أني على بينة من ربّي وأنني نبيّ على الحقيقة ، وانظروا إن تابعتكم وعصيت ربي في أوامره (فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ) فمن يمنعني من عذاب الله (إِنْ عَصَيْتُهُ) في تبليغ رسالته ومنعكم عن عبادة الأوثان (فَما تَزِيدُونَنِي) بقولكم : أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا (غَيْرَ تَخْسِيرٍ) نسبتكم (٢) إياي إلى الخسار ، أو نسبتي إياكم إلى الخسران.
٦٤ ـ (وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) نصب على الحال قد عمل فيها ما دلّ عليه اسم الإشارة من معنى الفعل ، ولكم متعلق بآية حالا منها متقدمة ، لأنها لو تأخرت لكانت صفة لها ، فلما تقدمت انتصبت على الحال (فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) أي ليس عليكم رزقها مع أنّ لكم نفعها (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) عقر أو نحر (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) عاجل.
٦٥ ـ (فَعَقَرُوها) يوم الأربعاء (فَقالَ) صالح (تَمَتَّعُوا) استمتعوا بالعيش (فِي دارِكُمْ) في بلدكم ، وتسمى البلاد الديار لأنه يدار فيها ، أي يتصرّف ، أو في
__________________
(١) في (ز) فاسألوه.
(٢) في (ظ) و (ز) بنسبتكم ... أو بنسبتي.