(قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (٦٦)
والليل (تَدْعُونَهُ) حال من ضمير المفعول في ينجيكم (تَضَرُّعاً) معلنين الضراعة ، وهو مصدر في موضع الحال ، وكذا (وَخُفْيَةً) أي مسرّين في أنفسكم ، خفية حيث كان أبو بكر وهما لغتان (لَئِنْ أَنْجانا) عاصم وبالإمالة حمزة وعليّ ، الباقون أنجيتنا ، والمعنى يقولون لئن خلصتنا (١) (مِنْ هذِهِ) الظلمات (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) لله تعالى.
٦٤ ـ (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ) بالتشديد كوفي (مِنْها) من الظلمات (وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ) غمّ وحزن (ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) ولا تشكرون.
٦٥ ـ (قُلْ هُوَ الْقادِرُ) هو الذي عرفتموه قادرا ، أو هو الكامل القدرة ، فاللام يحتمل العهد والجنس (عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) كما أمطر على قوم لوط وعلى أصحاب الفيل الحجارة (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) كما أغرق فرعون وخسف بقارون ، أو من قبل سلاطينكم وسفلتكم (٢) ، أو هو حبس المطر والنبات (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) أو يخلطكم فرقا مختلفين على أهواء شتى ، كل فرقة منكم مشايعة لإمام ، ومعنى خلطهم أن ينشب القتال بينهم فيختلطوا ويشتبكوا في ملاحم القتال (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) يقتل بعضكم بعضا ، والبأس السيف وعنه عليه الصلاة والسلام : (سألت الله تعالى أن لا يبعث على أمتي عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم فأعطاني ذلك ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني وأخبرني جبريل أنّ فناء أمتي بالسيف) (٣) (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ) بالوعد والوعيد (لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ).
٦٦ ـ (وَكَذَّبَ بِهِ) بالقرآن أو بالعذاب (قَوْمُكَ) قريش (وَهُوَ الْحَقُ) أي الصدق ، أو لا بد أن ينزل بهم (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) بحفيظ وكل إليّ أمركم ، إنما أنا منذر.
__________________
(١) في (ز) خلصنا.
(٢) في (ظ) سلفتكم وهو خطأ من الناسخ.
(٣) ذكره الثعلبي بغير سند وهو في عدة أحاديث دون خبر جبريل عليهالسلام.