(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٧١)
إليها ، فنزلت ، وقيل هو إباحة للفداء لأنه من جملة الغنائم ، والفاء للتسبيب ، والسبب محذوف ومعناه قد أحللت لكم الغنائم فكلوا (حَلالاً) مطلقا عن العتاب والعقاب ، من حلّ العقال ، وهو نصب على الحال من المغنوم ، أو صفة للمصدر أي أكلا حلالا (طَيِّباً) لذيذا هنيئا ، أو حلالا بالشرع طيبا بالطبع (وَاتَّقُوا اللهَ) فلا تقدموا على شىء لم يعهد إليكم فيه (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لما فعلتم من قبل (رَحِيمٌ) بإحلال ما غنمتم.
٧٠ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ) في ملكتكم كأن أيديكم قابضة عليهم (مِنَ الْأَسْرى) جمع أسير ، من الأسارى أبو عمرو وجمع أسرى (إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً) خلوص إيمان وصحة نية (يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ) من الفداء ، إما أن يخلفكم في الدنيا أضعافه أو يثيبكم في الآخرة (وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) روي أنه قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم مال البحرين ثمانون ألفا ، فتوضأ لصلاة الظهر ، وما صلى حتى فرقه ، وأمر العباس أن يأخذ منه ، فأخذ منه ما قدر على حمله ، وكان يقول : هذا خير مما أخذ مني وأرجو المغفرة (١) ، وكان له عشرون عبدا وإنّ أدناهم ليتّجر في عشرين ألفا ، وكان يقول : أنجز الله أحد الوعدين وأنا على ثقة من الآخر.
٧١ ـ (وَإِنْ يُرِيدُوا) أي الأسرى (خِيانَتَكَ) نكث ما بايعوك عليه من الإسلام بالرّدّة أو منع ما ضمنوا (٢) من الفداء (فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ) في كفرهم به ونقض ما أخذ على كلّ عاقل من ميثاقه (فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ) فأمكنك منهم ، أي أظفرك بهم كما رأيتم يوم بدر ، فسيمكن منهم إن أعادوا الخيانة (٣) (وَاللهُ عَلِيمٌ) بالمآل (حَكِيمٌ) فيما أمر في الحال.
__________________
(١) رواه الطبري عن قتادة.
(٢) في (ز) ضمنوه.
(٣) في (ز) إن عادوا إلى الخيانة.