(قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (١٨)
غير ، وإنما أدخل همزة الاستفهام على مفعول اتخذ لا عليه ، لأنّ الإنكار في اتخاذ غير الله وليا لا في اتخاذ الولي فكان أحق بالتقديم (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) بالجر صفة لله أي مخترعهما. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ما عرفت معنى الفاطر حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر ، فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها (١) (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) وهو يرزق ولا يرزق ، أي المنافع كلّها من عنده ولا يجوز عليه الانتفاع (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) لأنّ النبيّ سابق أمته في الإسلام كقوله : (وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (٢) (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وقيل لي لا تكونن من المشركين ولو عطف على ما قبله لفظا لقيل وأن لا أكون ، والمعنى أمرت بالإسلام ونهيت عن الشرك.
١٥ ـ (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) أي إني أخاف عذاب يوم عظيم ، وهو القيامة إن عصيت ربي ، فالشرط معترض بين الفاعل والمفعول به ، محذوف الجواب.
١٦ ـ (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ) العذاب (يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ) الله الرحمة العظمى وهي النجاة ، من يصرف حمزة وعلي وأبو بكر ، أي من يصرف الله عنه العذاب (وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) النجاة الظاهرة.
١٧ ـ (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) من مرض أو فقر أو غير ذلك من بلاياه (فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) فلا قادر على كشفه إلّا هو (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) من غنى أو صحة (فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فكان قادرا (٣) على إدامته وإزالته.
١٨ ـ (وَهُوَ الْقاهِرُ) مبتدأ وخبر ، أي الغالب المقتدر (فَوْقَ عِبادِهِ) خبر بعد خبر ، أي غالب (٤) عليهم بالقدرة. والقهر بلوغ المراد بمنع غيره من بلوغه (وَهُوَ الْحَكِيمُ) في تنفيذ مراده (الْخَبِيرُ) بأهل القهر من عباده.
__________________
(١) أبو عبيد في غريب الحديث وفي فضائل القرآن بإسناد حسن.
(٢) الأنعام ، ٦ / ١٦٣.
(٣) في (ز) فهو قادر.
(٤) في (ظ) و (ز) أي عال.