وقال في تأويل قوله تعالى : (وَالسَّلْوى) : والسلوى اسم طائر يشبه السّمانى ، واحده وجماعه بلفظ واحد ، كذلك السمانى لفظ جماعها وواحدها سواء. وقد قيل : إنّ واحدة السلوى سلواة. ذكر من قال ذلك :
[٢ / ٢٠١٣] روى أسباط ، عن السدّي في خبر ذكره عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، وعن مرّة الهمداني ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : السلوى : طير يشبه السّمانى.
[٢ / ٢٠١٤] وعن السدّيّ أيضا ، قال : كان طيرا أكبر من السّمانى.
[٢ / ٢٠١٥] وعن قتادة ، قال : السلوى : طائر كانت تحشرها عليهم الريح الجنوب.
[٢ / ٢٠١٦] وعن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : السلوى : طائر.
[٢ / ٢٠١٧] وعنه أيضا قال : السلوى : طير.
[٢ / ٢٠١٨] وروى عبد الصمد ، قال : سمعت وهبا وسئل : ما السلوى؟ فقال : طير سمين مثل الحمام.
[٢ / ٢٠١٩] وعن ابن زيد قال : السلوى : طير.
[٢ / ٢٠٢٠] وعن الربيع بن أنس قال : السلوى ، كان طيرا يأتيهم مثل السّمانى.
[٢ / ٢٠٢١] وعن مجالد ، عن عامر ، قال : السلوى : السّمانى.
[٢ / ٢٠٢٢] وعن الضحّاك ، عن ابن عبّاس ، قال : السلوى : هو السّمانى.
[٢ / ٢٠٢٣] وعن الضحّاك ، قال : السّمانى هو السلوى.
[٢ / ٢٠٢٤] وأخرج عن السدّي : لمّا تاب الله على قوم موسى وأحيا السبعين الّذين اختارهم موسى بعد ما أماتهم ، أمرهم الله بالمسير إلى أريحا ، وهي أرض بيت المقدس. فساروا حتّى إذا كانوا قريبا منها بعث موسى اثني عشر نقيبا. وكان من أمرهم وأمر الجبّارين ، وأمر قوم موسى ما قد قصّ الله في كتابه ، فقال قوم موسى لموسى : (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ)(١) فغضب موسى ، فدعا عليهم قال : (رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ)(٢). فكانت عجلة
__________________
(١) المائدة ٥ : ٢٤. ونصّها : «فاذهب».
(٢) المائدة ٥ : ٢٥.