الحياة ، بل لم يقف الا على ظاهرها ، دون حقيقتها وباطنها.
وقال الامام علي عليه السلام :
«الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم»
ان قافلة العلم لا تزال تسير ـ منذ ان بدأت ـ دون أن تتوقف وسوف يكتشف البشر ـ في المستقبل ـ أضعاف أضعاف ما اكتشفه حتى الان.
كما وانه سيصدق في المستقبل ما شكك فيه في الماضي أليست المعلومات التي توصل اليها الانسان اليوم كانت مما ينكرها بالامس ويرفض صحتها ، فلم يصدق ـ مثلا ـ بأن الإنسان سيتمكن من الهبوط على القمر ، وارتياد الفضاء الخارجي ، ثم يعود من رحلته سالماً ، حاملا الى الأرض عينات من صخور القمر ، وشيئاً كبيراً من حقائق السماء وأسرار الفضاء؟
وكل ذلك دليل قاطع وبرهان ساطع على أن ما يجهله البشر أكثر بكثير مما يعلمه ، وان ما لم يحصل عليه من الحقائق أكثر بكثير مما يحصل عليه.
ان المعترض على وجود بعض الأعضاء ، وادعاء كونها غير مفيدة يشبه من وقف على بناء مهندس ، قد وضع كل شيء فيه في مكانه المناسب ، فاعترف بما يسود على ذلك البناء من الدقة والمحاسبة ، وما یتم به من النظام والتصميم ، ثم إذا وقف على قطعة أو عمود لا يعرف حكمة وجوده في ذلك البناء المهندس المصمم بعناية بادر الى انكار أية حكمة في وجود ذلك العمود في ذلك البناء.
ألا يتعين عليه أن يعترف بجهله ، ويعلن بأنه لا يعلم حكمة ذلك الشيء ، بدل أن ينكر حكمة استخدام هذا الجزء الذي هو واحد من آلاف الأجزاء المستعملة في ذلك البناء بحكمة وعناية؟
ألا يحسن به أن ينتظر حتى يكشف المستقبل عن حكمة هذا الجزء ، يدل أن يتسرع في الحكم ضده كما يفعل الجهلة البسطاء والسذج المتعجلون؟!