الا يجدر بالانسان وهو ينشد راحة الضمير أن يسعى لمعرفة حقائق هذا الوجود ، وأسرار هذا الكون وأهداف هذه الحياة ، وكلنا نعلم أن تحقيق مثل هذه الحالة للنفس والضمير منوط بهذه المعرفة ، ومتوقف عليها؟
هل من الجائز والصحيح أن يترك الشك ينخر كيانه وتعكر الحيرة صفو الحياة عليه بسبب انه يجهل كل شيء عن ماضيه وحاضره وعن المستقبل الذي ينتظره؟
آن البحث في العقيدة طريق الى تحصيل كل الاجابات الصحيحة الشافية على هذه الأسئلة الخالدة التي ظلّت تراود الذهن البشري منذ أن حط قدمه على هذا الكوكب ولا تزال تخالجه إلى هذا الحين.
ان دراسة العقيدة الدينية تساعدنا على أن نفهم الحياة ، وندرك أهدافها ، ومصيرها فلا نبقى في الشك والحيرة ، والى هذه النتيجة القيمة أشار الحديث المعروف :
«رحم الله امرءاً عرف من این وفي این والی این؟».
هذه هي الناحية أو الفائدة الأولى من فوائد البحث في العقيدة الدينية ، ولنستعرض معاً الفائدة الثانية التي تترتب على مثل هذا البحث والتحقيق.
* * *
٢ ـ البحث في العقيدة يطرد القلق
عندما نراجع التاريخ البشري نواجه مجموعة كبيرة ممن يطلق عليهم «الانبياء» قد أخبروا بوجود الله خالق لهذا الكون ، وأنهم رسله إلى البشرية ، جاؤوا ليخبروهم بأن ثمة واجبات وتكالیف ، وأن هناك حياة أخرى وحشراً ونشراً وحساباً وعقاباً ، وجنة وناراً ، وان الناس جميعهم مسئولون محاسبون