قطع الحديد غير المجربة ، الموجودة في الأزمنة السابقة والحاضرة واللاحقة فيتوصل اليها بتوسيط قاعدة عقلية مسلمة وهي «حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد».
يعني اذا كانت طبيعة الأفراد متساوية ومتماثلة من جميع الجهات فلابد من ثبوت الحكم (الثابت للفرد) في جميع الأفراد لافي بعض دون بعض اذليس ثبوته في بعض دون بعض الا ترجيحاً بلا مرجح وهو بمنزلة ظهور معلول بلا علة ، لأن العلة للتمدد اما ذات الحرارة والحديدية فهي موجودة في جميع الأفراد فيجب أن يشملها الحكم.
واما ان تكون العلة غير ذلك ، فهو خلاف الفرض ، لان المفروض هو ان التجارب المتكررة اثبتت ان العلة الواقعية للتمدد لیست الا النار والحديدية.
وهذا هو ما يعنيه علماء المعرفة من قولهم : «في جنب كل تجربة حكم عقلی» وانه لا يمكن اسراء نتيجة التجربة الا بمقدمة عقلية.
بل وهذا هو الذي يجعل كل نتائج التجربة اموراً يقينية لا خيالية.
ونعود لنقول : أن علماء الطبيعة المسلمين كانوا يختلفون عن الغربيين والاغريقيين معا فقد كانت وسيلتهم المستخدمة في تحقيق العلوم الطبيعية هي «التجربة» على خلاف الاغريق ، ووسيلتهم في تحقيق العلوم العقلية والفلسفية هو «العقل» على خلاف الغربيين.
وبهذا حقق المسلمون في مجال العلوم الطبيعية انجازات عظيمة وهائلة ، وان كانت قليلة بالنسبة الى المجالات الاخرى لشدة اقبالهم على المعارف الالهية دون العلوم الطبيعية.
فها هو ابن سينا يصرح بأنه كان يستخدم التجربة في مجال العلوم :
ففي مجال الطب النفسي بعد أن يذكر ـ في قانونه ـ مسألة طبية يقول :