ثم أمر تعالى نبيّه [أن] يخبرهم بأنه ليس بسائل منهم عليه أجرا وأنه ليس ممن يتكلّف ما لم يجعل إليه ، ولا يختلي بغير ما هو فيه ، قال الزّبير بن العوّام : نادى منادي النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ ، اغفر للّذين لا يدّعون ، ولا يتكلّفون ؛ ألا إنّي بريء من التّكلّف وصالحو أمّتي».
(إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)(٨٨)
وقوله : (إِنْ هُوَ) يريد القرآن و (ذِكْرٌ) بمعنى تذكرة ، ثم توعّدهم بقوله : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) وهذا على حذف تقديره : لتعلمنّ صدق نبئه بعد حين ، قال ابن زيد : أشار إلى يوم القيامة (١) ، وقال قتادة والحسن : أشار إلى الآجال الّتي لهم (٢) ؛ لأن كلّ واحد منهم يعرف الحقائق بعد موته.
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠ / ٦٠٩) برقم : (٣٠٠٤١) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٧٠) عن عكرمة ، وابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥١٦) ، وابن كثير في «تفسيره» عن عكرمة ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٦٠١) ، وعزاه لابن جرير عن ابن زيد.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠ / ٦٠٨) برقم : (٣٠٠٣٩) عن قتادة والحسن ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٧٠) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥١٦) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٤٤) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٦٠١) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد.