شكرها ، والمهاد : الفراش الممهّد ، وشبّه الجبال بالأوتاد ؛ لأنها تمنع الأرض أن تميد بهم.
(وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (١٩) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآباً (٢٢) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً)(٢٣)
(وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) أي : أنواعا ، والسّبات : السّكون ، وسبت الرجل : معناه استراح ، وروّينا في «سنن أبي داود» عن معاذ بن جبل عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من مسلم يبيت على ذكر [الله] طاهرا فيتعارّ من الليل ، فيسأل الله تعالى خيرا من أمور الدنيا والآخرة إلّا أعطاه الله إياه» ؛ وروى أبو داود عن بعض آل أم سلمة قال : كان فراش النبي صلىاللهعليهوسلم نحوا ممّا يوضع الإنسان في قبره ، وكان المسجد عند رأسه ، انتهى ، و (لِباساً) مصدر ، وكأنّ الليل كذلك من حيث يغشى الأشخاص ، فهي تلبسه وتتدرعه ، و (النَّهارَ مَعاشاً) على حذف مضاف ، أو على النّسب ، والسبع الشداد : السموات ، والسراج : الشمس ، والوهّاج : الحارّ المضطرم الاتّقاد المتعالي اللهب ، قال ابن عبّاس وغيره : (الْمُعْصِراتِ) السحائب القاطرة (١) ، وهو مأخوذ من العصر ؛ لأن السحاب ينعصر فيخرج / منه الماء ، وهذا قول الجمهور ، والثّجاج : السريع الاندفاع ، كما يندفع الدم من عروق الذبيحة ، ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم وقد قيل له ما أفضل الحجّ؟ فقال : «العجّ والثجّ» (٢) أراد التّضرّع إلى الله تعالى بالدعاء
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٩٩) (٣٦٠٢٢) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٤٢٤) ، والبغوي (٤ / ٤٣٧) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٤٦٢) بنحوه.
(٢) أخرجه الترمذي (٣ / ١٨٠) ، كتاب «الحج» باب : ما جاء في فضل التلبية والنحر. (٨٢٧) ، وابن ماجه (٢ / ٩٧٥) ، كتاب «المناسك» باب : رفع الصوت بالتلبية (٢٩٢٤) ، والبيهقي (٥ / ٤٢ ـ ٤٣) ، كتاب «الحج» باب : رفع الصوت بالتلبية ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٤٥٠ ـ ٤٥١) عن أبي بكر الصديق.
قال الترمذي : حديث أبي بكر حديث غريب لا نعرفه.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي.
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمر : أخرجه الترمذي (٥ / ٢٢٥) ، كتاب «تفسير القرآن» باب : ومن سورة آل عمران رقم : (٢٩٩٨) ، وابن ماجه (٢ / ٩٦٧) ، كتاب «المناسك» باب : ما يوجب الحج ، رقم : (٢٨٩٦) ، والدارقطني (٢ / ٢١٧) ، كتاب «الحج» رقم : (١٠) ، والبيهقي في «الكبرى» (٤ / ٣٣٠) ، كتاب «الحج» باب : الرجل يطيق المشي.
قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي ، وقد تكلم بعض أهل الحديث في يزيد من قبل حفظه.