ثانيها : هل
جزاء الإحسان في الدنيا إلّا الإحسان في الآخرة.
ثالثها : هل
جزاء / من أحسن إليكم بالنعم في الدنيا إلّا أن تحسنوا له العبادة والتقوى.
وأمّا الأقرب
فهو التعميم ، أي : لأنّ لفظ الآية عامّ ، انتهى.
(وَمِنْ دُونِهِما
جَنَّتانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ
(٦٣) مُدْهامَّتانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٥) فِيهِما عَيْنانِ
نَضَّاخَتانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٧) فِيهِما فاكِهَةٌ
وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْراتٌ
حِسانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُوراتٌ
فِي الْخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ
إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلى
رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ
رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(٧٨)
وقوله سبحانه :
(وَمِنْ دُونِهِما
جَنَّتانِ) قال ابن زيد وغيره : معناه أنّ هاتين دون تينك في
المنزلة والقرب ، فالأوليان للمقرّبين ، وهاتان لأصحاب اليمين ، وعن ابن عبّاس : أنّ المعنى : أنّهما دونهما في القرب إلى المنعّمين ،
وأنّهما أفضل من الأوليين ، قال* ع * : وأكثر الناس على التأويل الأول.
* ت* : واختار
الترمذيّ الحكيم التأويل الثاني ، وأطنب في الاحتجاج له في «نوادر الأصول» له ،
وخرّج البخاريّ هنا عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : جنّتان من فضّة ، آنيتهما وما فيهما ، وجنّتان من
ذهب آنيتهما وما فيهما ...» الحديث ، وفيه : «إنّ في الجنّة خيمة من لؤلؤة مجوّفة
، عرضها ستّون ميلا ، في كلّ زاوية منها أهل ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمن»
انتهى ، و (مُدْهامَّتانِ) معناه : قد علا لونهما دهمة وسواد في النظرة والخضرة ،
__________________