ليس من دون الله من يكشف وقتها ويعلمه ، وقال منذر بن سعيد (١) : هو من كشف الضرّ ودفعه ، أي : ليس من يكشف خطبها وهولها إلّا الله.
(أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)(٦٢)
وقوله سبحانه : (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ...) الآية ، روى سعد بن أبي وقّاص أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ هذا القرآن أنزل بخوف ، فإذا قرأتموه فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا» ذكره الثعلبيّ ، وأخرج الترمذي والنسائيّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «لا يلج النار من بكى من خشية الله ، حتّى يعود اللّبن في الضّرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في منخر أبدا» قال النسائي : ويروى : «في جوف أبدا» : «ولا يجتمع الشحّ والإيمان في قلب أبدا» (٢) قال الترمذي : وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «عينان لا تمسّهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله» (٣) انتهى من «مصابيح / البغويّ». قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «إيّاكم وكثرة الضّحك ؛ فإنّه يميت القلب ، ويذهب بنور الوجه» (٤) انتهى من «بهجة المجالس» ، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من يأخذ عنّي هؤلاء الكلمات ؛ فيعمل بهنّ ، أو يعلّم من يعمل بهنّ؟
__________________
(١) ذكره ابن عطية (٥ / ٢٠٩)
(٢) أخرجه النسائي (٦ / ١٢) ، كتاب «الجهاد» باب : فضل من عمل في سبيل الله على قدمه (٣١٠٨) ، و «الكبرى» (٣ / ٩) كتاب «الجهاد» باب : فضل من عمل في سبيل الله على قدميه (٤٣١٦ / ٣) ، والترمذي (٤ / ١٧١) ، كتاب فضائل «الجهاد» باب : ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله (١٦٣٣) ، وأحمد (٢ / ٥٠٥) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (١ / ٤٩٠) (٨٠٠) ، والحاكم (٤ / ٦٥).
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه الترمذي (٤ / ١٧٥) ، كتاب «فضائل الجهاد» باب : ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله (١٦٣٩).
قال الترمذي : حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلّا من حديث شعيب بن رزيق.
(٤) أخرجه الترمذي (٥ / ٥٥١) ، كتاب «الزهد» باب : من اتقى المحارم فهو أعبد الناس (٢٣٠٥) عن أبي هريرة نحوه.
قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان ، والحسن ، ولم يسمع من أبي هريرة شيئا ا ه.
وأخرجه ابن ماجه (٢ / ١٤٠٣) ، كتاب «الزهد» باب : الحزن والبكاء (٤١٩٣) ، و (٢ / ١٤١٠) ، كتاب «الزهد» باب : الورع والتقوى (٤٢١٧) ، نحوه من طريق آخر عن أبي هريرة.