إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (٩٦)
وقوله سبحانه : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) الآية ، الإدّ : الأمر الشنيع الصعب.
ت : وقال العراقي : «إدّا» ، أي : عظيما ، انتهى.
والانفطار : الانشقاق ، والهدّ : الانهدام ، قال محمد بن كعب (١) : كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة.
وقوله : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ ...) الآية ، إن نافية بمعنى ما.
وقوله : (فَرْداً) يتضمن عدم النصير ، والحول والقوّة ، أي : لا مجير له مما يريد الله به.
وعبارة الثعلبيّ : «فردا» أي : وحيدا بعمله ، ليس معه من الدنيا شيء. ا ه.
ت : وهذه الآية تنظر إلى قوله تعالى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى ...) الآية. [الأنعام : ٩٤].
وقوله تعالى : (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) ذهب أكثر المفسرين إلى : أن هذا الودّ هو القبول الذي يضعه الله لمن يحب من عباده ؛ حسبما في الحديث الصّحيح المأثور ، وقال عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنه ـ : أنها بمنزلة قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم «من أسرّ سريرة ألبسه الله رداءها» (٢).
ت : والحديث المتقدّم المشار إليه أصله في «الموطإ» ولفظه : مالك ، عن سهيل بن أبي صالح السمان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ؛ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا أحبّ الله العبد قال لجبريل : يا جبريل قد أحببت فلانا فأحبّه ، فيحبّه جبريل ، ثمّ ينادي في أهل السماء (٣) : إنّ الله أحبّ فلانا ، فأحبّوه ، فيحبّه أهل السماء ، ثمّ يضع له القبول في الأرض».
وإذا أبغض العبد ، قال مالك : لا أحسبه إلّا قال في [البغض] (٤) مثل ذلك (٥).
__________________
(١) ذكره ابن عطية (٤ / ٣٤)
(٢) ذكره ابن عطية (٤ / ٣٤)
(٣) في ج : السموات.
(٤) سقط في ب.
(٥) أخرجه مالك (٢ / ٩٥٣) كتاب الشعر : باب ما جاء في المتحابين في الله ، حديث (١٥) ، ومسلم (٤ / ٢٠٣٠) كتاب البر والصلة : باب إذا أحب الله عبدا ، حديث (١٥٧ / ٢٦٣٧) ، والترمذي (٥ / ٣١٧ ـ