قال أبو عمر [بن عبد البرّ] (١) في «التمهيد» (٢) / ، وممن روى هذا الحديث عن ٧ ب سهيل ، بإسناده هذا (٣) فذكر البغض من غير شكّ معمر وعبد العزيز بن المختار ، وحماد بن سلمة ، قالوا في آخره : وإذا أبغض بمثل (٤) ذلك ، ولم يشكوا.
قال أبو عمر : وقد قال المفسّرون في قوله تعالى : (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) : يحبّهم ويحبّبهم إلى الناس ، وقاله مجاهد ، وابن عباس (٥) ، ثم أسند أبو عمر عن كعب أنه قال : والله ما استقر لعبد ثناء في أهل الدّنيا حتى يستقرّ له في أهل السماء.
قال كعب : وقرأت (٦) في التوراة أنه لم تكن محبّة لأحد من أهل الأرض إلّا كان بدأها من الله عزوجل ينزلها على أهل السماء ، ثم ينزلها على أهل الأرض ، ثم قرأت القرآن ، فوجدت فيه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) وأسند أبو عمر ، عن قتادة [قال] (٧) : قال هرم بن حيّان : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلّا أقبل الله بقلوب أهل الإيمان عليه حتّى يرزقه مودّتهم ورحمتهم. انتهى (٨).
قال ابن المبارك في «رقائقه» : أخبرنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت قال : قيل : يا رسول الله ، من أهل الجنّة؟ قال : «من لا يموت حتّى يملأ [الله] (٩) سمعه (١٠) ممّا
__________________
ـ ٣١٨) كتاب «التفسير» : باب «ومن سورة مريم» ، حديث (٣١٦١) ، وأحمد (٢ / ٢٦٧ ، ٣٤١) ، وعبد الرزاق (١٩٦٧٣) ، وابن حبان (٣٦٥) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١٠ / ٣٠٦) كلهم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (١٣ / ٤٦٩) كتاب التوحيد : باب كلام الرب عزوجل مع جبريل ، حديث (٧٤٨٥) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة.
(١) سقط في ب ، ج.
(٢) ينظر : «التمهيد» (٢١ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨)
(٣) في ج : هذه.
(٤) في ج ، ب : مثل.
(٥) أخرجه الطبريّ (٨ / ٣٨٥) عن مجاهد برقم (٢٣٩٦١) ، وعن ابن عباس برقم (٢٣٩٦٥) ، وذكره البغوي (٣ / ٢١٠) ، وعزاه عن مجاهد ، والسيوطي (٤ / ٥١٢) ، وعزاه لعبد الرزاق ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن ابن عباس بلفظ : «محبة في الناس في الدنيا».
(٦) في ج : قوله.
(٧) سقط في ج.
(٨) أخرجه الطبريّ (٨ / ٣٨٦) رقم (٢٣٩٦٧)
(٩) سقط في ب ، ج.
(١٠) في ج : مسامعه.