في غاية الحسن (١).
وروي : أنه يركب كلّ واحد منهم ما أحبّ ؛ فمنهم : من يركب الإبل ، ومنهم : من يركب الخيل ، ومنهم من يركب السفن ، فتجيء عائمة بهم ، وقد ورد في «الضّحايا» : أنها مطاياكم إلى الجنّة (٢) ؛ وأكثر هذه فيها ضعف من جهة الإسناد ، والسوق : يتضمن هوانا ، والورد : العطاش ؛ قاله (٣) ابن عباس ، وأبو هريرة ، والحسن (٤).
٧ أواختلف في الضّمير في قوله : (لا يَمْلِكُونَ) (٥) فقالت / فرقة : هو عائد على (الْمُجْرِمِينَ) أي : لا يملكون أن يشفع لهم ؛ وعلى هذا فالاستثناء منقطع ، أي : لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا يشفع له.
والعهد على هذا الأيمان ، وقال ابن عباس : العهد : لا إله إلّا الله (٦) ، وفي الحديث : يقول الله تعالى يوم القيامة : «من كان له عندي عهد ، فليقم».
قال ع (٧) : ويحتمل : أن يكون المجرمون يعمّ الكفرة والعصاة ، أي : إلّا من اتخذ عند الرحمن عهدا من عصاة المؤمنين ؛ فإنه يشفع لهم ، ويكون الاستثناء متّصلا.
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (٨ / ٣٨٠) رقم (٢٣٩٣٢) نحوه ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٢) ، وابن كثير (٣ / ١٣٧) نحوه.
(٢) قال السخاوي في المقاصد ص (٥٨) : أسنده الديلمي من طريق ابن المبارك عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة رفعه بهذا ، ويحيى ضعيف جدا ، ووقع في «النهاية» لإمام الحرمين ، ثم في «الوسيط» ثم في «العزيز» : «عظموا ضحاياكم ، فإنها على الصراط مطاياكم» ، وقال الأول : معناه : إنها تكون مراكب للمضحين ، وقيل : إنها تسهل الجواز على الصراط ، لكن قد قال ابن الصلاح : إن هذا الحديث غير معروف ولا ثابت فيما علمناه. وقال ابن العربي في «شرح الترمذي» : ليس في فضل الأضحية حديث صحيح ، ومنها : قوله : «إنها مطاياكم إلى الجنة».
(٣) سقط في ج.
(٤) أخرجه الطبريّ (٨ / ٣٨١) عن ابن عباس برقم (٢٣٩٣٦) ، وعن أبي هريرة برقم (٢٣٩٣٧) وعن الحسن برقم (٢٣٩٣٨) ، وذكره البغوي (٣ / ٢٠٩) ، وابن عطية (٤ / ٣٢) ، وابن كثير (٣ / ١٣٨) ، والسيوطي (٤ / ٥٠٩ ، ٥١٠) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «البعث» عن ابن عباس ، وعزاه أيضا لابن المنذر عن أبي هريرة ، ولهناد عن الحسن.
(٥) في ب ، ج : يملكون.
(٦) أخرجه الطبريّ (٨ / ٣٨١) برقم (٢٣٩٤٣) ، وذكره البغوي (٣ / ٢٠٩) ولم يعزه لأحد ، وابن عطية (٤ / ٣٢) ، وابن كثير (٣ / ١٣٨) ، والسيوطي (٤ / ٥١٠) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن ابن عباس.
(٧) ينظر «المحرر الوجيز» (٤ / ٣٢)