لسليمان ـ عليهالسلام ـ : يا بنيّ ، لا تكثر النّوم باللّيل ؛ فإنّ كثرة النّوم باللّيل ، يدع الرجل فقيرا يوم القيامة» (١) ، انتهى. وابتغاء الفضل : هو بالمشي والتصرّف.
وقوله تعالى : (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) أي : عدول الأمم وأخيارها ، فيشهدون على الأمم بخيرها وشرّها ، فيحقّ العذاب على من شهد عليه بالكفر ، وقيل له : على جهة الإعذار في المحاورة : (هاتُوا بُرْهانَكُمْ) ، ومن هذه الآية انتزع قول القاضي عند إرادة الحكم : أبقيت لك حجة.
(إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧) قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (٧٩)
وقوله تعالى : (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ ...) الآية ، كان قارون من قرابة موسى : ممن آمن بموسى وحفظ / التوراة وكان عند موسى عليهالسلام من عبّاد ٥٩ ب المؤمنين ، ثم إنّ الله أضلّه وبغى على قومه بأنواع البغي ؛ من ذلك كفره بموسى.
وقال الثّعلبي : قال ابن المسيب : كان قارون عاملا لفرعون على بني إسرائيل ؛ ممن يبغي عليهم ويظلمهم. قال قتادة : بغى عليهم بكثرة ماله وولده (٢) ، انتهى.
ت : وما ذكره ابن المسيب ، هو الذي يصحّ في النظر لمتأمّل الآية ، ولو لا الإطالة
__________________
(١) أخرجه ابن ماجه (١ / ٤٢٢) كتاب إقامة الصلاة : باب ما جاء في قيام الليل ، حديث (١٣٣٢) ، والطبراني في «الصغير» (١ / ١٢١ ـ ١٢٢) ، والبيهقي في «الشعب» (٤ / ١٨٣) رقم (٤٧٤٦) كلهم من طريق سنيد بن داود عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر به.
وقال الطبراني : لم يروه عن محمد بن المنكدر إلا ابنه يوسف ، تفرد به سنيد.
قال الشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص ٣٥) : رواه ابن الجوزي عن جابر مرفوعا ، وفي إسناده يوسف بن محمد بن المنكدر متروك. قال في «اللآلئ» : قال فيه أبو زرعة : صالح الحديث ، وقال ابن عدي : أرجو أن لا بأس به. وقد أخرجه ابن ماجه من طريقه ، وكذا الطبراني ، والبيهقي في «شعب الإيمان».
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١٠٠) رقم (٢٧٥٧٤) بنحوه ، وذكره البغوي (٣ / ٤٥٤) بنحوه.