تعظيم شعائر الله ، ـ كان من البقع أو من البشر أو ممّن شاء الله تعالى ـ زيادة في الإيمان وقوة في اليقين. انتهى.
وقال العراقي في أرجوزته : [الرجز]
أعلام طاعة هي الشعائر |
|
.......... |
البيت.
وقالت فرقة : قصد بالشعائر في هذه الآية الهدي والأنعام المشعرة ، ومعنى تعظيمها التسمين والاهتبال بأمرها ، قاله ابن عباس (١) وغيره ، ثم اختلف المتأوّلون في قوله سبحانه : (لَكُمْ فِيها مَنافِعُ ...) الآية : فقال مجاهد وقتادة : أراد أنّ للناس في أنعامهم منافع من الصوف ، واللّبن ، والذبح للأكل ، وغير ذلك ما لم يبعثها ربّها هديا ، فإذا بعثها فهو الأجل المسمّى (٢) ، وقال عطاء : أراد لكم في الهدي المبعوث منافع ، من الركوب ، والاحتلاب لمن اضطر ، والأجل نحرها (٣) ، وتكون «ثم» من قوله : (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) لترتيب الجمل ؛ لأنّ المحلّ قبل الأجل ، ومعنى الكلام عند هذين الفريقين : ثم محلّها إلى موضع النحر ، وذكر البيت ؛ لأنّه أشرف الحرم ، وهو المقصود بالهدي وغيره.
وقال ابن زيد ، والحسن ، وابن عمر ، ومالك : الشعائر في هذه الآية : مواضع الحج كلّها ، ومعالمه بمنى ، وعرفة ، والمزدلفة ، والصفا والمروة ، والبيت وغير ذلك (٤) ، وفي الآية التي تأتي أنّ البدن من الشعائر ، والمنافع : التجارة وطلب الرزق أو الأجر والمغفرة ، والأجل المسمّى : الرجوع إلى مكة لطواف الإفاضة ، ومحلّها مأخوذ من إحلال المحرم ، والمعنى : ثم أخّروا هذا كله إلى طواف الإفاضة بالبيت العتيق ، فالبيت على هذا التأويل مراد بنفسه ، قاله مالك في «الموطإ».
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (٩ / ١٤٦) برقم (٢٥١٤٢) ، وذكره البغوي (٣ / ٢٨٦) ، وابن عطية (٤ / ١٢١) ، وابن كثير (٣ / ٢١٩) ، والسيوطي (٤ / ٦٤٧) ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٢) أخرجه الطبريّ (٩ / ١٤٨) برقم (٢٥١٥٦) عن مجاهد ، وعن قتادة برقم (٢٥١٦٠) ، وذكره البغوي (٣ / ٢٨٧) ، وابن عطية (٤ / ١٢١) ، والسيوطي (٤ / ٦٤٧) ، وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٣) أخرجه الطبريّ (٩ / ١٤٨) برقم (٢٥١٦٢) ، وذكره البغوي (٣ / ٢٨٧) ، وابن عطية (٤ / ١٢١) ، والسيوطي (٤ / ٦٤٧) ، وعزاه لسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الضحاك وعطاء.
(٤) أخرجه الطبريّ (٩ / ١٤٦) برقم (٢٥١٤٨) عن ابن زيد ، وذكره ابن عطية (٤ / ١٢١)