بدينار أو نصف دينار ، فحمد الله عليه إلّا لم يبلغ ركبتيه حتّى يغفر الله له» (١) رواه الحاكم في «المستدرك» وقال : هذا الحديث لا أعلم في إسناده أحدا ذكر بجرح. انتهى من «السلاح». والسرابيل التي تقي البأس : هي الدروع ونحوها ، ومنه قول كعب بن زهير في المهاجرين : [البسيط]
شمّ العرانين أبطال لبوسهم |
|
من نسج داود في الهيجا سرابيل (٢) |
والبأس : مسّ الحديد في الحرب ، وقرأ الجمهور (٣) «تسلمون» وقرأ ابن عباس (٤) : «تسلمون» ؛ من السّلامة ، فتكون اللفظة مخصوصة في بأس الحرب.
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٨٤) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٥) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (٨٦) وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ)(٨٨)
وقوله سبحانه : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) أي : شاهدا على كفرهم وإيمانهم ، (ثُمَّ لا يُؤْذَنُ) ، أي : لا يؤذن لهم في المعذرة ، وهذا في موطن دون موطن ، و (يُسْتَعْتَبُونَ) بمعنى : يعتبون ؛ تقول : أعتبت الرّجل ، إذا كفيته ما عتب فيه ؛ كما تقول : أشكيته ؛ إذا كفيته ما شكا.
وقال قوم : معناه : لا يسألون أن يرجعوا عمّا كانوا عليه في الدنيا.
وقال الطبريّ (٥) : معنى (يُسْتَعْتَبُونَ) يعطون الرجوع إلى الدنيا فتقع منهم توبة وعمل.
* ت* : وهذا هو الراجح ، وهو الذي تدلّ عليه الأحاديث ، وظواهر الآيات في غير ما موضع.
__________________
(١) أخرجه الحاكم (١ / ٥٠٧)
(٢) البيت في ديوانه (٢٣).
والعرانين : الأنوف ، وتكون أطراف الأنوف ، الواحد منها عرنين.
والشم : حدة في طرف الأنف مع تشمير.
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ٤١٣) ، و «البحر المحيط» (٥ / ٥٠٨)
(٤) ينظر : «مختصر الشواذ» ص : (٧٧) ، و «المحرر الوجيز» (٣ / ٤١٣) ، و «البحر المحيط» (٥ / ٥٠٨) ، و «الدر المصون» (٤ / ٣٥٣)
(٥) ينظر : «تفسير الطبري» (٧ / ٦٣٠)