على شرط الشيخين ، يعني البخاريّ ومسلما انتهى من «السلاح».
وقوله سبحانه : (آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) قال ابن إسحاق ، والحسن : أراد بالأبوين : أباه وأمّه (١) ، وقيل : أراد ؛ أباه وخالته.
قال ع (٢) * : والأول أظهر ؛ بحسب اللفظ ، إلا أن يثبت بسند أنّ أمه قد كانت ماتت.
وقوله : (إِنْ شاءَ اللهُ) هذا الاستثناء هو الذي ندب القرآن إليه ؛ أن يقوله الإنسان في جميع ما ينفذه في المستقبل ، و (الْعَرْشِ) : سرير الملك ، و (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً) : أي : سجود تحيّة ، فقيل : كان كالسّجود المعهود عندنا من وضع الوجه بالأرض.
وقيل : بل دون ذلك كالرّكوع البالغ ونحوه ممّا كان سيرة تحيّاتهم للملوك في ذلك الزمان ، وأجمع المفسّرون ؛ أنه كان سجود تحيّة لا سجود عبادة ، وقال الحسن : الضمير في «له» لله عزوجل ، وردّ هذا القول على الحسن.
وقوله عزوجل : (وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا) : المعنى : قال يوسف ليعقوب ، هذا السجود الذي كان منكم هو ما آلت إليه رؤياي قديما في الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر ، (قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا) ثم أخذ عليهالسلام يعدّد نعم الله عليه ، وقال : وقد أخرجني من السجن ، وترك ذكر إخراجه من الجبّ ؛ لأنّ في ذكره تجديد فعل / إخوته وخزيهم ، وتحريك تلك الغوائل ، وتخبيث النفوس ، ووجه آخر أنه خرج من الجبّ إلى الرّقّ ، ومن السّجن إلى الملك ، فالنعمة هنا أوضح ، (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ) ، أي : من الأمور أن يفعله ؛ (إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
قال* ع (٣) * : ولا وجه في ترك تعريف يوسف أباه بحاله منذ خرج من السّجن إلى العزّ إلا الوحي من الله تعالى ؛ لمّا أراد أن يمتحن به يعقوب وبنيه ، وأراد من صورة جمعهم ، لا إله إلا هو.
وقال النّقّاش : كان ذلك الوحي في الجبّ ، وهو قوله سبحانه : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [يوسف : ١٥] ، وهذا محتمل.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٧ / ٣٠٢) برقم : (١٩٨٨٨) ، عن ابن إسحاق.
(٢) ينظر : «المحرر» (٣ / ٢٨١)
(٣) ينظر : «المحرر» (٣ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣)