وقال *ص* : قد تقرّر في (أَرَأَيْتُمْ) ؛ أنها بمعنى أخبروني. انتهى.
وال (تَخْسِيرٍ) هو من الخسارة ، وليس التخسير في هذه الآية إلا لهم ، وفي حيّزهم ، وهذا كما تقول لمن توصيه : أنا أريد بك خيرا ، وأنت تريد بي شرّا.
وقال *ص* : (غَيْرَ تَخْسِيرٍ) : من خسر ، وهو هنا للنسبيّة ك «فسّقته وفجّرته» ؛ إذا نسبته إليهما.
*ت* : ونقل الثعلبيّ عن الحسين بن الفضل ، قال : لم يكن صالح في خسارة ، حين قال : (فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ) ، وإنما المعنى : ما تزيدونني بما تقولون إلّا نسبتي إياكم للخسارة ، وهو من قول العرب : فسّقته وفجّرته ؛ إذا نسبته إلى الفسوق والفجور. انتهى. وهو حسن. وباقي الآية بيّن قد تقدّم الكلام في قصصها.
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (٦٨) وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠) وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١) قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ)(٧٤)
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) : قال أبو البقاء : في حذف التاء من «أخذ» ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه فصل بين الفعل والفاعل.
والثاني : أن التأنيث غير حقيقيّ.
والثالث : أن الصيحة بمعنى الصّياح ، فحمل على المعنى ، انتهى.
وقد أشار* ع (١) * : إلى الثلاثة ، واختار الأخير.
وقوله سبحانه : (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) : الرسل : الملائكة ، قال المهدويّ : (بِالْبُشْرى) يعني : بالولد ، وقيل : البشرى بهلاك قوم لوط انتهى.
__________________
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ١٨٦)