وفي مصحف أبيّ : «فأجمعوا أمركم ، وادعوا شركاءكم» قال الفارسيّ (١) : وقد ينتصب «الشركاء» ب «واو مع» ؛ كما قالوا : جاء البرد والطّيالسة (٢).
وقوله : (ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) : أي : ملتبسا مشكلا ؛ ومنه قوله عليهالسلام في الهلال : «فإن غمّ عليكم».
وقوله : (ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) : أي : أنفذوا قضاءكم نحوي ، ولا تؤخّروني ، والنّظرة : التأخير.
(فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (٧٤) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ)(٧٥)
وقوله سبحانه : (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ) : مضى شرح هذه المعاني.
وقوله سبحانه : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) : مخاطبة للنبيّ صلىاللهعليهوسلم يشاركه في معناها جميع الخلق.
وقوله سبحانه : (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ) : الضمير في (مِنْ بَعْدِهِ) عائد على نوح عليهالسلام.
وقوله تعالى : (فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) : معنى هذه الآية ضرب المثل لحاظري نبيّنا محمّد عليهالسلام ؛ ليعتبروا بمن سلف ، والبينات المعجزات ، والضمائر في (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) وفي (كَذَّبُوا) تعود الثلاثة على قوم الرسل ، وقيل : الضمير في كذّبوا يعود على «قوم نوح» وقد تقدّم تفسير نظيرها «في الأعراف».
__________________
ـ و «شرح ابن عقيل» ص : (٣٠٥) ، و «لسان العرب» (٢ / ٢٨٧) (زجج) ، (٣ / ٣٦٧) (قلد) ، (٩ / ٢٥٥) (علف) ، و «مغني اللبيب» (٢ / ٦٣٢) ، و «المقاصد النحويّة» (٣ / ١٠١) ، و «همع الهوامع» (٢ / ١٣٠)
(١) «الحجة للقراء السبعة» (٤ / ٢٨٩)
(٢) الطّيلسان : ضرب من الأكسية.
ينظر : «لسان العرب» (٢٦٨٩) (طلس)