وفاته ، فكان الترتيب الأقدم فالأقدم وهكذا ، مما سهل علينا مهمة ترجيح أحد
تلك الأقوال ، وقمنا بعد ذلك في البحث عن الأدلة التي تدعم الراجح عندنا ـ والحمد
لله ـ أن نمسك ببعضها ، ومن البديهي إننا إذا استدللنا على الراجح فستكون الحاجة
منتفية إلى تفنيد بقية الأقوال لتداعي حججها وانتفائها في موضوع المناقشة مقابل
قوة الأدلة التي سنوردها.
فالذي يترجح
عندنا ـ والله اعلم ـ إن ولادة الإمام الباقر (عليهالسلام) كانت سنة ست وخمسين للهجرة ، وسنة وفاته سنة أربع عشرة
ومائة لها . فيكون بذلك عمره هو ثمان وخمسون سنة ، وإليك الأدلة
على ذلك :
١ ـ روى
البخاري ونقل عنه ابن القيسراني والنووي والعسقلاني : عن سفيان بن عيينة عن جعفر
بن محمد الصادق قال : مات أبي وهو ابن ثمان وخمسون .
٢ ـ نقل ابن
حجر العسقلاني عن البخاري قوله : حدثنا عبد الله بن محمد عن ابن عيينة عن جعفر بن
محمد قال : مات أبي سنة أربع عشرة ومائة ، وفي رواية ابن عساكر بسنده عن هارون بن محمد عن علي
بن جعفر بن محمد قال : توفي أبو جعفر محمد سنة أربع عشرة ومائة في أمر هشام .
٣ ـ روى
اليعقوبي وغيره : أن الإمام الباقر (عليهالسلام) قال : قتل جدي الحسين ولي أربع سنين وإني لأذكر مقتله
وما نالنا في ذلك الوقت .
٤ ـ روى ابن
سعد وغيره قال : أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد قال
: سمعت محمد بن علي يذاكر
__________________