فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ)(١) و (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً)(٢) و (... مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها)(٣) قال : نعم ، قال الإمام : فسمعته يقول : (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ)(٤) و (وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ)(٥) ، قال : نعم ، قال : فسمعته يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) قال الرجل : نعم ، فقال : إن قتلت ظبيا فما عليّ؟ قال علي : هديا بالغ الكعبة ، قال الرجل : نعم ، فقال علي : قد سماه الله بالغ الكعبة كما تسمع (٦).
٦ ـ روى العياشي بسنده في تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا)(٧) ، عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر الباقر ، قال ، قلت له : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا) قال (عليهالسلام) : اخرج الله من ظهر أدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا وهم كالذر ، فعرفهم نفسه ، وأراهم نفسه ، ولو لا ذلك ما عرف أحد ربه وذلك قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)(٨)(٩)).
بين الإمام الباقر في تفسيره لهذه الآية أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ ميثاقا من بني آدم بعبادته وعدم الاشراك به وهم ذر في الظهور ـ أي منذ الخلق الأول ـ بآية أخرى من القرآن الكريم واستطاع بذلك أن يفسر الآيتين الواحدة بالاخرى.
__________________
(١) الحج / ٢٨.
(٢) الانعام / ١٤٢.
(٣) الحج / ٢٨.
(٤) الانعام / ١٤٣.
(٥) الانعام / ١٤٤.
(٦) الدر المنثور ، السيوطي ، ٢ / ٣٣٠.
(٧) الاعراف / ١٧٢.
(٨) لقمان / ٢٥.
(٩) تفسير العياشي ، محمد بن مسعود ، ٢ / ٤٠+ تفسير القرآن علي بن إبراهيم القمي ، ٢ / ٥٠+ بحار الانوار ، محمد باقر المجلسي ، ٣ / ٧١.