الباقي مستهجن جدّا ، وهو كما ترى ولو مع جواز التخصيص بالأكثر في نفسه ، والحيوة سارية في جميع الأكوان.
وأمّا الغضب نستجير بالله منه فقد سمعت أنّ حقيقته هو البعد من الله ولذا لم يرضه ولم يرده لذاته ، بل لم يزل بغيظا له سبحانه ، ولذا لم ينظر اليه بعين الرحمة والعناية أبدا ، وكذا إلى ما خلق منه كطينة سجّين ، وأرض الخبال ، والشقاوة والأشقياء الذين هم مظاهر تلك الشقاوة بكلّيتها وكافّة جنودها وأحزابها كأبى الدواهي ، وأبي الشرور وأبى الملاهي ، وأتباعهم وأعوانهم ، والراضيين بأفعالهم ، والمائلين إليهم.
وبالجملة فكلّ منهم مظهر للغضب الإلهى على حسب رتبته من الشقاوة ، بل من جملة مظاهره الكلّية الّتي يتجوهر في الآخرة بل في الدنيا أيضا ولو بصورة اخرى هي نار جهنّم وطبقاتها ودركاتها ، وجميع ما فيها من الأمور المكروهة المناسبة لها من الحميم ، والغسلين ، والأغلال والنكال ، واللهيب ، والشرر وغيرها.
فكما يطلق الغضب على كلّ هذه المذكورات كذلك يطلق أيضا على ولاية أعداء الله ، وعداوة أوليائه ، وما يتفرّع عليها من الأعمال القبيحة الخبيثة الطالحة الّتي كلها من فروع الشجرة المجتثّة ، فهذه الأعمال الشريرة كعامليها الأشرار كلّها من النار وإلى النار الّا ما كان منها من قبيل التلطخ والعروض فإنّه يرد إلى صاحبه يوم الفصل الأكبر وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم.
وامّا ما سواه فقد ذكروا عليهمالسلام أنّه ليس منّا من يدّعى ولايتنا وهو متمسّك بفروع غيرنا.
ولذا قال مولينا الصادق عليهالسلام في جواب المفضّل على ما رواه الصّفار في «البصائر» في خبر طويل وفيه : إنّ أعدائنا هو الحرام المحرّم ، وهم الفواحش ما