نحن نحن لرجوع المقيّد الى المطلق ، والجزء الى الكلّ ، والسافل الى العالي والموجود الى الوجود ، فافهم الكلام وعلى من فهمه السلام.
وإمّا لان العبادة لا تقبل إلّا من أهل الولاية وأصحاب الولاية الذين تقبل منهم طاعتهم وعبادتهم إذا كان في عبادتهم قصور وفتور كما هو الغالب الدائم ، فالظاهر من الأخبار أنّه ينجبر ذلك النقصان بفاضل حسنات الإمام عليهالسلام وذلك عند عرض اعمال العباد عليهم عليهمالسلام.
ولذا ورد عنهم عليهمالسلام في الزيارة الرجبيّة على ما في «المتهجّد» : أنا سائلكم وآملكم إليكم التفويض ، وعليكم التعويض ، فبكم يجبر المهيض ويشفى المريض (١).
وفيما سمعه السيّد ابن طاوس عن الحجّة عجّل الله فرجه في الناحية المقدّسة : اللهمّ إنّ شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا ، اللهمّ اغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا على حبّنا ، وولّنا يوم القيامة أمورهم ، ولا تؤاخذهم بما اقترفوه من السيئات إكراما لنا ولا تقاصصهم (٢) يوم القيامة مقابل أعدائنا ، وإن خفّت موازينهم فثقّلهم بفاضل حسناتنا (٣).
وإمّا حكاية منه سبحانه عن كافّة عبيده ، فكأنّه قال : يا عبادي قولوا : إيّاك نعبد.
ويؤيّده ما في تفسير الامام عليهالسلام حيث قال : قال الله تعالى : قولوا يا أيّها الخلق المنعم عليهم : إيّاك نعبد أيّها المنعم علينا ، ونطيعك مخلصين مع التذلل والخضوع بلا
__________________
(١) مصباح المتهجد ص ٧٥٦ الزيارة الرجبيّة.
(٢) في البحار : ولا تقاصّهم.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٣ / ٣٠٣.