بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك» (١).
الثاني : مقام الفعل الذي قال الرضا عليهالسلام : «أسماؤه ثلاثة ومعناه واحد ، وهي الإبداع والإرادة والمشية ...» (٢).
الثالث : مقام المفعول المطلق وهو الوجود المنبسط والظل الممدود.
الرابع : مقام المفعول الأول وهو التعين الأول ، والنور الذي أشرق من صبح الأزل ، وصبح الأزل هو المشية ، وهذا النور هو النور المحمدي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أول فائض عن الفعل ، ومن أشعته خلق الله سبحانه كل شيء المؤمن من نفس الشعاع ، والكافر من عكس الشعاع.
وهذه الأربعة لها معية وحدانية ، ليس منها واحد قبل الآخر ، وإنما التفكيك والتحليل بينها في التنزيل الفؤادي ، وإلا فهي واحدة وما أمرنا إلا واحدة (٣) وهي المشار إليها بقوله : «خلق الله المشية بنفسها» (٤).
فأظهر منها الثلاثة الأخير لفاقة الخلق وحجب منها : الأول ، فإنه المكنون المخزون ، حارث دونه الأفكار وكلّت عن رؤيته الأبصار.
ثم إنه لما كانت هذه المراتب والمقامات حادثة ما استغنت كل مرتبة منها من أربعة أركان : الخلق والحياة والرزق والموت ، وهي الأركان الأربعة للعرش الإلهي في الدنيا المشار إليها بقوله : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) (٥).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٨ / ٣٩٣.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٠ / ٣١٤ ، ح ١.
(٣) سورة البقرة : ٥٠.
(٤) بحار الأنوار : ٤ / ١٤٥ ، ح ٢٠ عن توحيد الصدوق.
(٥) سورة الروم : ٤٠.