التلبس منها مع تعلقها بالدخول ، فيحتمل الأمرين كما نبّه عليه نجم الأئمة (١) وغيره.
وأما التأخر فلدلالته على حصر المستعان به في اسم الله تعالى.
وقد يؤيد أيضا بأنه سبحانه لقدمه سابق في الوجود فيستحق اسمه السبق في الذكر مع كونه أدخل في التعظيم وأنسب بقوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (٢) وأقرب إلى قوله : «ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله» (٣).
ولعل الخطب في ذلك كله سهل ، سيّما بعد وروده في القرآن على الوجهين كقوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها) (٤).
وقوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) (٥).
بل قد سمعت ورود الخبرين المتقدمين على الوجهين.
وقد تبيّن مما ذكرنا أنّ موضع المجرور منصوب على المفعولية ، وقيل : إنه مرفوع على تقدير مبتدأ ، وهو ابتدائي ، أو قراءتي ، على أن يكون المقروء ما يلي البسملة ، وأما إذا أردتها به فعلى الحكاية.
وأما الحقائق العلمية فاعلم أنّ الباء هي الحجاب الأعظم والباب الأقدم ، والنقطة الجوالة ، والرحمة السيالة ، وباكورة الجنان ، ونفس الرحمن ، وسر الخليقة ، ومفتاح الحقيقة ، والاستقامة على الطريقة ، ومظهر الوجود ، وامتياز الشاهد من
__________________
(١) نجم الأئمة : الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي النحوي شارح الكافية والشافية ، توفي سنة (٦٨٦) ه. ـ سفينة البحار : ج ٣ / ٣٧٣.
(٢) الفاتحة : ٤.
(٣) مرصاد العباد : ص ٣٠٥ وفيه : ما نظرت في شيء وقائله محمد بن واسع الزاهد البصري المتوفي سنة (١٢٣) ه.
(٤) هود : ٤١.
(٥) العلق : ١.