(خافِضَةٌ رافِعَةٌ) : خبران على التتابع ـ خبر بعد خبر ـ لمبتدإ محذوف تقديره : هي مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة وهما اسما فاعلتين تعملان عمل فعليهما المتعديين إلى مفعولين بمعنى : خافضة أي تخفض أقواما بمعنى : تضع أقواما بسبب كفرهم وعنادهم وترفع آخرين أي أقواما آخرين بسبب إيمانهم ..
(إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) (٤)
(إِذا رُجَّتِ) : بدل من «إذا» في الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها ويجوز أن تنتصب بخافضة رافعة .. أي تخفض وترفع وقت رج الأرض ويجوز أن يكون الظرف «إذا» متعلقا بوقعت الواقعة أي إذا حدثت الواقعة في هذا الوقت فتكون جملة «رجت الأرض» على هذا المعنى جواب «إذا» الأول. رجت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين.
(الْأَرْضُ رَجًّا) : نائب فاعل مرفوع بالضمة. رجا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بالفتحة المنونة بمعنى إذا حركت الأرض وزلزلت.
(وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) (٥)
هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : وفتتت الجبال تفتيتا أو سيقت مرتفعة في الهواء من قولهم : بس الغنم : بمعنى : ساقها.
** (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى. المعنى : إذا حدثت أو قامت أو حصلت القيامة سميت القيامة : الواقعة لتحقق وقوعها أي إذا وقعت لم يكن لها رجعة ولا ارتداد. و «الواقعة» اشتق اسمها من الوقوع قطعا للشك فيها فهي واقعة لا محالة وجواب «إذا» هو الآية الكريمة التالية ـ الثانية ـ : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) وذكر الفعل «ليس» مع اسمه المؤنث «كاذبة» لأن «كاذبة» مصدر كالعاقبة بمعنى «التكذيب» وهو مؤنث لفظا مذكر معنى. وبمعنى : لا تكون حين تقع وتحدث نفس كاذبة : أي تكذب على الله وتكذب في تكذيب الغيب أي ليس في وقعتها نفس كاذبة فحذف اسم «ليس» الموصوف «نفس» وأقيمت الصفة «كاذبة» مقامه. وقيل : جواب «إذا» محذوف. التقدير : كان كذا وكذا .. أي لرأيت أمرا هائلا وجرى القرآن الكريم على سنته في حذف الجواب في مواطن التهويل