سورة الحديد
معنى السورة : المراد بلفظة «الحديد» في هذه السورة الشريفة «القتال» وللحديد معان كثيرة .. وهو معدن معروف ومنه الشديد الصلب واللين الرخو. قال الجوهري : الحد : هو الحاجز بين الشيئين .. وحد الشيء : منتهاه .. ويقال : حد الدار ـ يحدها ـ حدا .. من باب «رد» وحددها أيضا تحديدا : بمعنى : وضع لها حدا وحدد الأرض : أقام لها حدودا ويأتي «الحد» بمعنى «المنع» ومنه قيل للبواب وللسجان أيضا : حداد .. إما لأنه يمنع عن الخروج أو لأنه يعالج الحدود من القيود وسمي «الحديد» بهذه التسمية لأنه منيع. ومنه القول : حد السيف ـ يحد ـ حدة .. بمعنى : صار حادا وحديدا.
تسمية السورة : لقد كرم الله تعالى هذه اللفظة فسمى إحدى سور كتابه الكريم بها وأراد سبحانه بها القتال وجاء ذكرها في الآية الكريمة الخامسة والعشرين من هذه السورة .. قال تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) صدق الله العظيم. الميزان : هو العدل. وليعلم الله باستعمال الأسلحة في مجاهدة الكفار أعداء الدين أو استعمال السيوف والرماح وسائر السلاح محاربة أعداء الله ودين الإسلام. و «بالغيب» أي باعتقاده بما وعده الله من النصر ونعيم الجنة وهي أمور مغيبة .. ذكرت لفظة «الحديد» في القرآن الكريم خمس مرات ووردت لفظة «حديد» بمعنى آخر في سورة «ق» : (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) أي حاد نافذ وقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) معناه : خلقناه كقوله عزوجل في سورة «الزمر» : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ) معناه : خلقنا لكم .. وقوله سبحانه (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) المراد به : القتال به. أما قوله عزوجل : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) فيعني به : منافع في مصالحهم ومعايشهم وصنائعهم فما من صناعة إلا والحديد آلة فيها أو ما يعمل بالحديد. وعن النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال : إن الله تعالى أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض .. أنزل الحديد والنار والماء والملح.