سورة الدخان
معنى السورة : الدخان : اسم معروف يلفظ بتخفيف الخاء وأكثر ما يلازم النار فيقال تصاعد دخان النار .. ونحو دخنت النار : أي ارتفع دخانها والفعل من بابي دخل وخضع وجمعه دواخن على غير قياس ومثل عنان ـ بضم العين وجمعه : عوائن ولا نظير لهما ويقال : دخنت النار ـ تدخن ـ دخنا .. من باب «تعب» إذا ألقيت عليها حطبا فأفسدتها حتى يهيج لذلك دخان. ويقال أيضا دخنت ـ تدخن ـ دخونا النار أي ارتفع دخانها.
تسمية السورة : ذكرت لفظة «الدخان» في القرآن الكريم مرتين مرة في سورة «فصلت» في قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) بمعنى : وهي كتلة غازية «وهي السديم» تشبه الدخان : أي ما ارتفع من لهب النار ومرة آخرة في سورة من سور القرآن الكريم التي كرمها الله فسمى إحدى سوره بهذه اللفظة .. أي سورة «الدخان» : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) صدق الله العظيم .. بمعنى : فانتظر يوم تجيء السماء بدخان بسبب حدوث كوارث أو لأن الدخان إشارة أو علامة من علامات يوم القيامة. قال حذيفة : يا رسول الله وما الدخان؟ فتلا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الآية المذكورة آنفا والآية التي بعدها : (يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) أي يغطي الناس فيقولون هذا عذاب مؤلم. وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يملأ ما بين الشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة .. أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة .. وأما الكافر فهو كالسكران يخرج الدخان من منخريه وأذنيه .. وجاء في المصحف المفسر : أي فانتظر يوم شدة ومجاعة لأن الهواء يظلم عام القحط لقلة الأمطار وكثرة الغبار أو لأن العرب تسمي الشر المتفاقم دخانا. وقيل : سمي «الدخان» نحاسا في قوله تعالى في سورة «الرحمن» : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ) صدق الله العظيم.