الأصل لأن يقال : وعليهم اللعنة ، لكن كان بعضهم يقول : عبر باللام المقتضية للملك والاستحقاق وإشعار استحقاقهم اللعنة ، كأنهم حائزون لها جوز المالك إليها.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى).
ابن عرفة : هو التورية وأسباب الرشاد.
قوله تعالى : (وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ).
عبر بالوراثة ؛ لأن بني إسرائيل طوائف تنتقل فيهم التوراة من جيل إلى جيل ، فكان بعضهم يرثها عن بعض.
ابن عطية : والوراثة في حق الصدر الأول منهم مجاز.
ابن عرفة : بل حقيقة ؛ لأنهم ورثوها عن موسى عليهالسلام ؛ وصاروا بعد موته هم القائمين بها ؛ وعنهم أخذها أولادهم.
قوله تعالى : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ).
إن أريد به حقيقة الذكر ؛ فيكون من باب ضربته الظهر والبطن ، فالأمر بالتسبيح عام في كل الأزمنة ، وإن أريد به الصلوات الخمس ؛ فيكون على ظاهره وحقيقته ، واختلفوا ، ما الأفضل : فالصحيح أن الفكر في أوقاته المعينة في الحديث أفضل من قراءة القرآن في غير ذلك الوقت أفضل من الذكر.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ).
قال ابن عرفة : فإن قلت : ما فائدة قوله تعالى : (أَتاهُمْ) ، مع أنه مستغن عنه؟
قال : عادتهم يجيبون : بأن السلطان المراد به الموجب ، أي بغير شبهة توجب لهم عذر.
قيل لابن عرفة : السلطان هو الدليل لا الشبهة ، فقال : بل المراد به هنا الموجب ، ومنهم من أجاب : بأن المراد الدليل النقلي والعقلي ، فقوله تعالى : (بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ) إشعار نفي الدليل السمعي ، وقوله تعالى : (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) ، إشعار بنفي الدليل العقلي ، فدل على أن كفرهم عنادا.
قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ).
قال ابن عرفة : إن قلت : لم كرر لا في قوله تعالى : (وَلَا الْمُسِيءُ) ، ولم يذكرها في قوله تعالى : (وَالْبَصِيرُ)؟