تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١))
المفردات :
(اسْتُهْزِئَ) الاستهزاء : السخرية والاستخفاف والاحتقار ، ويتبع ذلك غالبا الضحك. (فَحاقَ) : أحاط بهم فلم يكن لهم منه مخرج.
المعنى :
يخبر الله ـ سبحانه وتعالى ـ نبيه الكريم بصيغة القسم ، أن الكفار قد استهزءوا قديما برسل كثير عددهم ، عظيم شأنهم ، رسل من قبلك ، فليس استهزاؤهم بك بدعا ، بل أنت مسبوق في ذلك ، فلا تحزن عليهم ، ولا تك في ضيق مما يفعلون ، فهذا شأن الكفار قديما وحديثا.
واعلم أنه قد أحاط بهم ؛ فلم يكن لهم منه مخرج ، وليس لهم مفر ؛ ولن يفلتوا من عاقبة فعلهم أبدا.
فالآية إرشاد للنبي صلىاللهعليهوسلم ببيان سنة الله في الخلق وأن العاقبة للمتقين ، وأن العذاب والخزي للكافرين والمستهزئين (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ). [سورة الحجر آية ٩٥].
وإن ارتاب المشركون في ذلك فقل لهم : سيروا في الأرض ، وتنقلوا فيها لتقفوا بأنفسكم على تاريخ من سبقكم من عاد وثمود ؛ وطسم وجديس وقوم فرعون وإخوان لوط (فما راء كمن سمعا) سيروا في الأرض ثم انظروا واعتبروا ، كيف كان عاقبة المكذبين؟؟