سورة البقرة
نزلت بالمدينة إلا آية ٢٨١ فنزلت بمنى في حجة الوداع
أول سورة في ترتيب المصحف ، وأطول سورة في القرآن ، إذ عدد آياتها ٢٨٦ آية ، وفيها أطول آية في القرآن : «آية الدّين».
وهذه السورة الكريمة اشتملت على منهجين عظيمين :
الأول جاء في صدرها إلى آية ١٤٢ وطابعه أنه خطاب عام لجميع الناس فقد بدئت السورة بالكلام على القرآن ، وأثره ، ثم بيان موقف الناس منه ، فمنهم المؤمن المسالم ، والكافر المجاهر ، والمنافق المخادع. ثم اتجهت لخطاب أمة الدعوة ـ الناس جميعا ـ حيث دعاهم الله إلى الإيمان الصحيح ، مبينا لهم إعجاز القرآن وصدق الرسول. ثم ذكر قصة خلق الإنسان وتكريمه ، وموقف الشيطان منه.
ثم التفت إلى بنى إسرائيل ـ الطبقة الواعية في المجتمع المدني ـ فدعاهم إلى ما فيه خيرهم وذكرهم بنعم الله عليهم ، وحذرهم من نقمه ، وبين لهم قبائحهم وسيئات آبائهم ، وأطال في ذلك ، وتعرض لأبى الأنبياء إبراهيم ـ عليهالسلام ـ وإلى علاقته بالعرب ، وإلى موقفهم منه ، وكل هذا لا يعرفه الرسول إلا عن طريق الوحى.
أما المنهج الثاني فطابعه أنه خطاب للمسلمين ـ أمة الإجابة ـ وهو واقع في عجز السورة وقد بدئ بالكلام على أول حادثة دينية تمس المسلمين وأهل الكتاب ـ تحويل القبلة ـ ثم عالجت السورة المجتمع الإسلامى فذكرت الكثير من التشريعات والقوانين ، وما يجب أن يكون عليه المجتمع المثالي المسلم.
وكان الأساس الأول الدعوة إلى التوحيد الخالص لله ، وتعرضت لأحكام القصاص والوصية والقتال والإنفاق في سبيل الله ، ولبيان بعض العبادات كالصيام والحج ، وظهرت أحكام الخمر ، ونكاح المشركات والعدة والإيلاء والطلاق والرضاع ، والربا وأحكام التداين والمعاملات وخاصة الرهن ، وفي خلال ذلك قصص وحكم ، ثم ختمت السورة بالدعاء الإسلامى الكامل.