أعينهم برفع الأسفل إلى الأعلى والأدون إلى الأفضل ، وهو كقوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ) [الطور : ٢١] ، يعني : بإيمان الآباء ، (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ) [الطور : ٢١] ، يعني الآباء (مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ).
ويحتمل أن يكون هذا في الشفاعة ، أو لا يدري ما ذلك النفع وما مقداره.
أو يحتمل قوله : (لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً) : ليس على حقيقة القرب ؛ ولكن على الكبر والعظم ؛ وقد يتكلم بهذا كقوله : (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) [الزخرف : ٤٨] : ليس على أن آية هي أكبر من أخرى ، ولكن على وصف الكل منها بالكبر والعظم ؛ فعلى ذلك قوله : (لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً) على وصف كل منهم بالنفع ؛ على الإعظام والإكبار ، والله أعلم.
ويحتمل قوله ـ تعالى ـ : (أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً) ، أي : أوجب ؛ كقوله : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف : ٥٦] أي : واجب للمحسنين ، وغيره من الآيات.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَرِيضَةً مِنَ اللهِ)
سمى الله ـ تعالى ـ المواريث فرائض (١) ؛ لأنه كان بإيجاب الله ـ تعالى ـ لا باكتساب من الخلق ؛ إذ لم يملك الخلق أعين هذه الأموال ، ولكنه إنما ملكهم المنافع منها ، وإلى وقت وفاتهم فإذا ماتوا صار ذلك المال للذى جعل [الله](٢) له ؛ لذلك سمى فرائض.
وقوله : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) ببدو حالهم ومعاشهم ومصالحهم ، وما يصلح لهم وما لا يصلح (حَكِيماً) فيما فرض من قسمتها وبينها.
والحكيم : هو المصيب واضع كل شيء [في](٣) موضعه ، والظالم : هو واضع الشيء في غير موضعه.
قوله تعالى : (وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى
__________________
(١) زاد في ب : لما ذكرنا.
(٢) سقط من ب.
(٣) سقط من ب.