وغيره ، ولفظ الترمذي : «من قرأ في يوم مائتي مرة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، محي عنه ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين» ، وفي إسناده حاتم بن ميمون المذكور. وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر وأبو يعلى وابن عدي والبيهقي عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أراد أن ينام على فراشه من الليل فنام على يمينه ، ثم قرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول له الربّ : يا عبدي ادخل على يمينك الجنة» وفي إسناده أيضا حاتم بن ميمون المذكور. قال الترمذي بعد إخراجه : غريب من حديث ثابت. وقد روي من غير هذا الوجه عنه. وأخرج ابن سعد وابن الضريس وأبو يعلى ، والبيهقي في الدلائل ، عن أنس قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم بالشام ، ـ وفي لفظ : بتبوك ـ فهبط جبريل فقال : «يا محمد إن معاوية ابن معاوية المزني هلك ، أفتحبّ أن تصلّي عليه؟ قال : نعم ، فضرب بجناحه الأرض فتضعضع له كل شيء ولزق بالأرض ورفع سريره فصلّى عليه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : من أيّ شيء أوتي معاوية هذا الفضل ، صلى عليه صفان من الملائكة في كل صف ستة آلاف ملك؟ قال : بقراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) كان يقرؤها قائما وقاعدا وجائيا وذاهبا ونائما» ، وفي إسناده العلاء بن محمد الثقفي ، وهو متهم بالوضع. وروي عنه من وجه آخر بأطول من هذا ، وفي إسناده هذا المتهم. وفي الباب أحاديث في هذا المعنى وغيره.
وقد روي من غير هذا الوجه أنها تعدل ثلث القرآن ، وفيها ما هو صحيح وفيها ما هو حسن ؛ فمن ذلك ما أخرجه مسلم ، والترمذي وصححه ، وغيرهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله صلىاللهعليهوسلم فقرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثم دخل ، فقال بعضنا لبعض : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إني سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا وإنها تعدل ثلث القرآن». وأخرج أحمد والبخاري وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والّذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن» يعني (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). وأخرج أحمد والبخاري وغيرهما من حديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشقّ ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك؟ فقال : الله الواحد الصمد ثلث القرآن». وأخرج مسلم وغيره من حديث أبي الدرداء نحوه. وقد روي نحو هذا بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود ، وحديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وروي نحو هذا عن غير هؤلاء بأسانيد بعضها حسن وبعضها ضعيف ، ولو لم يرد في فضل هذه السورة إلا حديث عائشة عند البخاري ومسلم وغيرهما : أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعث رجلا في سرية ، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد ، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «سلوه لأيّ شيء يصنع ذلك»؟ فسألوه فقال : لأنها صفة الرّحمن وأنا أحبّ أن أقرأ بها ، فقال : «أخبروه أن الله تعالى يحبه» هذا لفظ البخاري في كتاب التوحيد. وأخرج البخاري أيضا في كتاب الصلاة من حديث أنس قال : «كان رجل من الأنصار يؤمّهم في مسجد قباء ، فكان كلما افتتح سورة فقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ، ثم يقرأ سورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة ، فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح