(وَادْخُلِي جَنَّتِي) معهم ، قيل : إنه يقال لها ارجعي إلى ربك عند خروجها من الدنيا ، ويقال لها : ادخلي في عبادي وادخلي جنتي يوم القيامة ، والمراد بالآية كل نفس مطمئنة على العموم ، ولا ينافي ذلك نزولها في نفس معينة ، فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب.
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (أَكْلاً لَمًّا) قال : سفا ، وفي قوله : (حُبًّا جَمًّا) قال : شديدا ، وأخرج ابن جرير عنه (أَكْلاً لَمًّا) قال : شديدا. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : (إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) قال : تحريكها. وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرّونها». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى) يقول : وكيف له؟ وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ) الآية قال : لا يعذب بعذاب الله أحد ولا يوثق بوثاق الله أحد. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، والضياء في المختارة ، عنه أيضا في قوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) قال : المؤمنة (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ) يقول : إلى جسدك. قال : «نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس ، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذا ، فقال : أما إنه سيقال لك هذا». وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، عن سعيد بن جبير نحوه مرسلا. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول نحوه عن أبي بكر الصديق وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) قال : هو النبيّ صلىاللهعليهوسلم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : (النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) المصدّقة. وأخرج ابن جرير عنه أيضا في الآية قال : تردّ الأرواح يوم القيامة في الأجساد. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً) قال : بما أعطيت من الثواب (مَرْضِيَّةً) عنها بعملها (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) المؤمنين. وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير قال : مات ابن عباس بالطائف ، فجاء طير لم ير على خلقته فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجا منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا ندري من تلاها (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ـ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ـ فَادْخُلِي فِي عِبادِي ـ وَادْخُلِي جَنَّتِي). وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عكرمة مثله.
* * *