وقد أخرج النسائي وابن جرير ومحمد بن نصر ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن ابن عباس قال : أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم فرّق في السنين ، وفي لفظ : ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما. ثم قرأ (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ). وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عنه (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) قال القرآن (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) قال : القرآن. وأخرج ابن مردويه عنه أيضا في الآية قال : نجوم القرآن حين ينزل. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، والبيهقي في المعرفة ، من طرق عن ابن عباس أيضا (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) قال الكتاب المنزل في السماء لا يمسّه إلا الملائكة. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أنس (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) قال : الملائكة. وأخرج عبد الرّزاق وابن المنذر عن علقمة قال : أتينا سلمان الفارسي فخرج علينا من كنيف ، فقلنا له : لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا ، قال : إنما قال الله : (فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ ـ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) وهو الّذي في السماء لا يمسّه إلا الملائكة ، ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا. وأخرج عبد الرّزاق وابن أبي داود وابن المنذر عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه قال في كتاب النبي صلىاللهعليهوسلم لعمرو بن حزم : «لا تمس القرآن إلا على طهر». وأخرجه مالك في الموطأ ، عن عبد الله بن أبي بكر ، وأخرجه أبو داود في المراسيل ، من حديث الزهري قال : قرأت في صحيفة عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ولا يمس القرآن إلا طاهر» وقد أسنده الدار قطني عن عمرو بن حزم وعبد الله بن عمر وعثمان ابن أبي العاص ، وفي أسانيدها نظر. وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر أنه كان لا يمس المصحف إلا متوضئا. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر ، والحاكم وصحّحه ، عن عبد الرّحمن بن زيد قال : كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة ، فتوارى عنا ثم خرج إلينا ، فقلنا : لو توضأت فسألناك عن أشياء من القرآن ، فقال : سلوني ، فإني لست أمسّه ، إنما يمسه المطهرون ، ثم تلا : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ). وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يمسّ القرآن إلّا طاهر». وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل : «أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده : أن لا يمسّ القرآن إلّا طاهر». وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عباس في قوله : (أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ) قال : مكذبون. وأخرج مسلم وابن المنذر وابن مردويه عن عباس قال : «مطر الناس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر ، قالوا : هذه رحمة وضعها الله. وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا ، فنزلت هذه الآية (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) حتى بلغ (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)». وأصل الحديث بدون ذكر أنه سبب نزول الآية ثابت في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني ، ومن حديث أبي سعيد الخدري ، وفي الباب أحاديث. وأخرج أحمد وابن منيع وعبد بن حميد ، والترمذي وحسّنه ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، والضياء في المختارة ، عن عليّ عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في قوله : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) قال : «شكركم ، تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبنجم كذا وكذا».