صفة لحقّ ؛ لأن مثل نكرة وإن أضيفت فهي لا تتعرّف بالإضافة كغير. ورجّح قول المازني أبو عليّ الفارسي ، قال : ومثله قول حميد :
وويحا لمن لم يدر ما هنّ ويحما
فبنى ويح مع ما ولم يلحقه التنوين ، ومعنى الآية تشبيه تحقيق ما أخبر الله عنه بتحقيق نطق الآدمي ووجوده ، وهذا كما تقول : إنه لحق كما أنك ها هنا ، وإنه لحق كما أنك تتكلّم ، والمعنى : أنه في صدقه ووجوده كالذي تعرفه ضرورة.
وقد أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري ، والدار قطني في الأفراد ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي في الشعب ، من طرق عن علي بن أبي طالب في قوله : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) قال : الرياح : (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) قال : السحاب : (فَالْجارِياتِ يُسْراً) قال : السفن (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) قال : الملائكة ، وأخرج البزار ، والدار قطني في الأفراد ، وابن مردويه وابن عساكر عن عمر بن الخطاب مثله ورفعه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفي إسناده أبو بكر بن أبي سبرة وهو ليّن الحديث ، وسعيد بن سلام ليس من أصحاب الحديث ، كذا قال البزار. قال ابن كثير : فهذا الحديث ضعيف رفعه ، وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر. وأخرج الفريابي وابن مردويه عن ابن عباس مثل قول عليّ. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن عباس (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) قال : حسنها واستواؤها. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة ، عنه في الآية قال : ذات البهاء والجمال وإن بنيانها كالبرد المسلسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : ذات الخلق الحسن. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن منيع عن عليّ قال : هي السماء السابعة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) قال : يضلّ عنه من ضلّ. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) قال : لعن المرتابون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : هم الكهنة (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) قال : في غفلة لاهون. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : الغمرة : الكفر والشك. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : في ضلالتهم يتمادون ، وفي قوله : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) قال : يعذّبون. وأخرج هؤلاء عنه أيضا في قوله : (آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) قال : الفرائض (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ) قال : قبل أن تنزل الفرائض يعملون.
وأخرج هؤلاء أيضا والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عنه أيضا (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) قال : ما تأتي عليهم ليلة ينامون حتى يصبحوا إلا يصلّون فيها. وأخرج ابن نصر وابن جرير وابن المنذر عنه أيضا في الآية يقول : قليلا ما كانوا ينامون. وأخرج أبو داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أنس في الآية قال :