«فَمِنْ
عَلَامَةِ احَدِهِمْ انَّكَ تَرى لَهُ قُوَّةً فِي دِينٍ وَحِرْصاً فِي عِلْمٍ» .
وورد في
الروايات الشريفة موارد متعددة أنّ من علامات المؤمن هو حرصه على التفقه في الدين
أو حرصه على الجهاد في سبيل الله أو الحرص على التقوى وأمثال ذلك .
ونختم هذا
البحث بحديث شريف عن الإمام الباقر يقول «لَا حِرْصَ كَالْمُنَافِسَةِ فِي
الدَّرَجَاتِ» .
وعلى هذا فإنّ
للحرص مفهوم واسع ويأتي بمعنى شدّة العلاقة والرغبة بشيء معين بحيث يسعى جاهداً
لتحصيله ، فلو وقع هذا الشيء في طريق الخير والسعادة والصلاح لكان ممدوحاً ، ولكن
إذا وقع في طريق الدنيا وتحصيل المال والثروة والملذات الرخيصة فإنه يكون مذموماً
كذلك ، ولكن الغالب في استعمال هذه الكلمة هو في الموارد السلبية والسلوكيات
الذميمة.
٥ ـ علاج الحرص
من المعلوم أنه
وفي علاج الأمراض البدنية لزوم الرجوع إلى الأسباب والجذور ، لأن العلاج بدون قطع
جذور المرض لا ينفع على المدى الطويل وستبقى النتائج والآثار السلبية في وجوده ،
وحتّى لو تمّ العلاج من خلال استخدام المهدئات والعلاجات المؤقتة فإنّ المرض سوف
يتجلّى ويظهر بعد مدّة.
وهكذا الحال في
الأمراض الأخلاقية ، فلا بدّ أوّلاً من التوغل لمعرفة جذور المرض ثمّ قطعها من
الأساس.
وكما تقدّمت
الإشارة إليه ، (وورد في الأحاديث الإسلامية أيضاً) أنّ أحد جذور الحرص هو سوء
الظن بالله وعدم التوكل عليه ، وكلّ ذلك يعود إلى اهتزاز اركان التوحيد الأفعالي
لدى الإنسان.
__________________