والموانع العسيرة ، ولذلك أوصت الآية الشريفة بالصبر على مستوى العامل الرابع من العوامل المؤدية إلى النجاة ، وفي الحقيقة أنّ هذا العامل هو دعامة وأساس للعوامل الثلاثة الاخرى ، وعليه فإنّ الصبر يعد أحد الأركان الأصلية لسعادة الناس وتحركهم في خطّ الإيمان وتعميق شجرة الأخلاق والصلاح في قلوبهم ، وبدونه سوف لا تثمر القيم الأخلاقية والأعمال الصالحة في واقع الإنسان والمجتمع شيئاً ، ولا يمكن احقاق الحقوق واجراء العدالة في المجتمع البشري ، ولا شكّ أنّ احقاق الحقوق واجراء العدالة يعد من أهم الامور والوظائف ، لأنّه أحياناً يكون الحقّ في الطرف المقابل للإنسان أو لأحد أحبته وأقربائه ، وهنا تكون اجراء العدالة والعمل بالحقّ بحاجة إلى الاستمداد والاسترفاد من عنصر الصبر.
ومن مجموع ما تقدّم من الآيات الشريفة تتضح هذه الحقيقة ، وهي أنّ أهمية الصبر والاستقامة والمثابرة في خطّ العدالة والحقّ إلى درجة من الأهمية أكثر ممّا نتصور ، وكما يقول بعض المفسّرين أنّ الصبر في القرآن الكريم ورد أكثر من سبعين مرّة أو تكرر بما يقرب من مئة مرة ، في حين اننا لا نجد فضيلة من الفضائل الأخلاقية والإنسانية قد وردت بمثل هذا التأكيد في الكتاب العزيز ، وهذا إنما يدلّ على أنّ القرآن الكريم يولي هذه الفضيلة الأخلاقية أهمية كبيرة ويعدها عصارة جميع الفضائل والأساس لجميع أشكال السعادة الدنيوية والاخروية والاداة الحاسمة للوصول إلى أي نوع من أنواع الفلاح والنجاح والموفقية.
الصبر في الأحاديث الإسلامية :
وكما يقول بعض علماء الأخلاق أنّ الروايات الواردة عن المعصومين عليهمالسلام في فضيلة الصبر والاستقامة أكثر من أن تحصى ، وقد ورد في بعض الكتب الأخلاقية ما يقرب من