يسير وهو أنّ في هذه الآية نجد إشارة إلى أحد الافرازات السلبية والسيئة للعجلة والتسرع حيث تقول الآية : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)(١).
وهنا أيضاً نجد مفردة «الإنسان» الّتي تشير إلى طبيعة الإنسان الأولية ، وقد تكررت هذه الكلمة في أوّل الآية وفي آخرها أيضاً.
«دعا» في هذه الآية بمعنى طلب وأراد ، سواءاً كان باللسان أو بالعمل ، وبما أنّ الإنسان يتصف بالعجلة في ذاته والتسرع في تحصيل المنافع الشخصية فإنّ ذلك قد يتسبب في أن لا يدرس جوانب المدرسة بشكل جيد ولا يدرك خيره وشره وبالتالي يوقع نفسه في المخاطر والمشاكل المتنوعة.
وهذا «الدعاء» تارةً يكون بصورة لفظية ، يعني أنّ الإنسان يطلب من الله تعالى وباصرار شديد بعض الامور الّتي لا تكون خيراً له في الواقع بل هي شرُّ له وإن كانت في ظاهرها أنيقة ومطلوبة كما يقول الإمام الصادق عليهالسلام «وَاعِرِفْ طَريقَ نِجاتِكَ وَهَلاكِكَ كَي لا تَدعُوا اللهَ بِشَيءٍ عَسى فِيهِ هَلاكُكَ وَانْتَ تَظُنُّ انّ فيهِ نَجاتُكَ قَالَ اللهُ تَعالى (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)(٢).
وأحياناً يتحرّك الإنسان على مستوى العمل في طلب شيءٍ بدافع من وحي الأهواء والشهوات ويكون شقاءه في ذلك ولكنه بسبب تزيين النفس وتسويلات الشيطان يحسب ذلك خيراً له وموجباً لسعادته ويحزن عند ما لم يحصل عليه ، في حين انه سيتضح له بمرور الزمان انه إذا كان الله قد استجاب له طلبه ذلك ونال حاجته وحقق هدفه فإنّ ذلك سيكون سبباً لشقائه مدى الحياة.
وتستعرض «الآية السابعة» مطلباً جديداً على مستوى عجلة الإنسان ، وهو أنّ هذا الإنسان العجول أحياناً بدلاً من أن يستعجل في طريق الخير واكتساب الحسنات على
__________________
١ ـ سورة الإسراء ، الآية ١١.
٢ ـ نور الثقلين ، ج ١ ، ص ١٤١.