حيث يتسبّب في أن يتمنّى الإنسان زوال النعمة عن الطرف الآخر الّذي يحمل له العداء ويبطن له الحقد.
والآخر هو الكِبر والغرور ، ولهذا إذا رأى المتكبر غيره يتمتّع بنعم أكثر منه فإنه يتمنّى زوالها بل يسعى في إزالتها أيضاً لكي يُحرز تفوّقه على الآخرين.
الثالث : حبّ الرئاسة حيث يتسبّب في أن يتمنّى الإنسان زوال نعمة الآخرين لكي يستطيع بذلك من تحكيم سيطرته وحكومته عليهم ، لأنّه إذا لم تكن قدرته وثروته وامكاناته الاخرى أكثر من الآخرين فإنه قد لا يستطيع أن يثبّت أركان حكومته عليهم.
الرابع من أسباب الحسد : الخوف من عدم الوصول إلى المقاصد الدنيوية ، لأن الإنسان يتصور أحياناً أنّ النعم الإلهية محدودة فلو أنّ الآخرين حصلوا عليها فيمكن أن يُحرم منها أو لا يصل إليه منها إلّا القليل.
الخامس : الاحساس بالحقارة والدونية ، فالأشخاص الّذين لا يجدون في أنفسهم اللياقة للوصول إلى المقامات العليا وحيازة المراتب السامية فإنّ ذلك يتسبب في ابتلائهم بعقدة الحقارة الّتي تدفعهم إلى تمني زوال النعمة من الآخرين وأن لا ينال الآخرون مكانة اجتماعية مهمة ليكونوا معهم سواء.
السادس : من أسباب الحسد هو البخل وخبث الباطن لأن البخيل ليس فقط غير مستعد لأن يبذل ما في يده إلى الآخرين ، بل يتألم عند ما يرى نِعم الله تعالى تصل إلى غيره ، أجل فإنّ ضيق الافق ودناءة الطبع وخساسة النفس تقود الإنسان إلى أن يعيش الحسد في واقع النفس ، وأحياناً تتوفر جميع هذه الأسباب والدوافع الستة للحسد لدى الفرد ، وأحياناً اخرى اثنان أو ثلاثة منها ، فتشتد خطورة الحسد بنفس النسبة.
ولكن الأهم من ذلك فإنّ الحسد يمكن أن يمتد بجذوره إلى عنصر العقيدة ومكامن الدين ، فمن كان يؤمن بالله تعالى وقدرته ولطفه ورحمته وعدالته وحكمته ، كيف يمكنه أن يجد في نفسه حالة الحسد للآخرين؟
إن الشخص الحسود يكاد يعترض على الله تعالى بلسان حاله وأنّه لماذا رزقت فلاناً